تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٦١

____________________
وروى في التهذيب في باب الجهر بالبسملة عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن أبي جرير زكريا بن إدريس القمي، قال سألت أبا الحسن الأول (عليه السلام) عن الرجل يصلي بقوم يكرهون أن يجهر ببسم الله الرحمان الرحيم، فقال: " لا يجهر " (1).
قلت: المستفاد من الأخبار وكلمات الأصحاب أمور:
الأول: أن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري كان من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وممن روى عنه، عنه، عنه (عليه السلام) جماعة، ذكرناهم في " طبقات أصحابه ".
الثاني: أنه كان من أصحاب الكاظم (عليه السلام).
الثالث: أنه أدرك أيام الرضا (عليه السلام)، وتوفي في أيامه، على تقدير أنه المراد بأبي جرير في رواية الكشي.
الرابع: أن إدريس بن عبد الله، ليس هو إدريس القمي أبو القاسم الذي ذكره الشيخ في أصحاب الجواد (عليه السلام)، وعده ابن شهرآشوب من رواة النص عليه، ومن ثقاته، وأصحابه، على ما تقدم.
الخامس: أن أبا جرير كنية زكريا بن إدريس، بلا إشكال. وهل كنى الأب به أيضا؟ وجهان. ولا مانع من تكنية الأب والابن بأبي جرير، كما هي غير عزيزة. ولم يذكر الماتن وجها ظاهرا لمختاره من أن أبا جرير كنية الابن زكريا.
السادس: أن الأب والابن لكل منهما كتاب، كما أنهما من أصحاب الرضا (عليه السلام)، وترك ذكر الطريق إلى كتاب زكريا إلى ترجمته الآتية، والتسرع في تخطئة النجاشي والشيخ، بلا تعمق وتدبر، مما لا ينبغي.

١ - تهذيب الأحكام: ج ٢ / ص 68 / ح 248.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»