تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٧

____________________
وقال ابن الغضائري في محكي كلامه: جعفر بن إسماعيل المنقري، كوفي، روى عنه حميد بن زياد، وابن رباح، وكان غاليا، كذابا (1).
قلت: إن رواية حميد بن زياد النينوائي الثقة، الخبير بالرواة والروايات، الوجه في أصحاب الحديث الذي روى الأصول أكثرها، وكذا رواية ابن رباح الثقة، عن جعفر بن إسماعيل المنقري، وسماعهما، وقرائتهما وأخذهما الحديث، عنه، تبعد كونه غاليا كذابا، وأهل عصره أعرف به من ابن الغضائري المتأخر بكثير، وكيف يروي المعاريف الأجلة الثقات، ويسمعون، ويقرؤن، ويحضرون، لأخذ الحديث من الغالي الكذاب، أو يخفي مذهبه، وكونه كذابا على تلاميذه؟!
وفي تضعيفات ابن الغضائري لرواة الشيعة وخاصة لرواة فضائل آل محمد المظلومين (صلوات الله عليهم أجمعين) أو لمطاعن الطغاة الخلفاء، الامراء الظالمين مجاهرة، أخبار، وشجون، وهنبثه، فتدبر وتهنبس.
أترى أن ابن الغضائري المكثر لتضعيف رواة الشيعة وجد روايات كثيرة لجعفر هذا، وشاهد فيها الغلو، وكثرة الكذب، ولم تصل شئ منها إلى مشايخ حديث الشيعة وأعلام الإمامية، فلم لم يذكرها أو رواية منها؟!
نعم روى الكليني، أعظم الإمامية قدرا في الحديث والرواية حديثا عنه، في فضل أبي طالب سيد البطحاء وعم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمرا عظيما، يشهد لما رواه الإمامية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن أبا طالب كان من الأوصياء.
فروى في الكافي باب أن أبا طالب (عليه السلام) عق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن علي

1 -
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»