تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٤

____________________
قلت: وذكر نحو ذلك الخطيب في تاريخ بغداد، وغيره يطول ذكر كلماتهم.
ثم إن وائل الحضرمي كان من الصحابة والوافدين على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أحسن وفود، فوقع موقع كرامته، ذكروه فيهم، وذكرناه في " طبقات الصحابة "، وفي " أخبار الرواة " بتفصيل أحواله.
فقال الشيخ في أصحابه (ص 31 / ر 4): وائل بن حجر.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي، يكنى أبا هنيدة. كان قيلا من أقيال حضرموت. وكان أبوه من ملوكهم، وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأسلم. ويقال: إنه بشر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل قدومه، وقال: " يأتيكم وائل بن حجر، من أرض بعيد من حضرموت، طائعا راغبا في الله ورسوله، وهو من بقيه أبناء الملوك ".
فلما دخل عليه رحب به، وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له ردائه، فأجلسه عليه مع نفسه على مقعدة، وقال: " اللهم بارك وائل، وولده، وولد ولده " (1).
واستعمله النبي (صلى الله عليه وآله) على أقيال من حضرموت، وكتب معه بثلاثة كتب، منها إلى المهاجر بن أبي أمية، وكتاب الأقيال، والمباهلة، وأقطعه أرضا.
وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان، فخرج معاوية راجلا معه، ووائل بن حجر على ناقته راكبا، فشكى إليه معاوية حر الرمضاء، فقال له: انتعل ظل الناقة، فقال له معاوية: وما يغني ذلك عني، لو جعلتني ردفك! فقال وائل: اسكت، فلست من أرداف الملوك.

١ - الاستيعاب: ج ٣ / ص 605 / ر
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»