بيت الله ونوره وحجابه، فقال: وعليك السلام يا يونس. فدخلت البيت فإذا بين يديه طائران يحكيان، فكنت أفهم كلام أبي عبد الله ولا أفهم كلامهما، فلما خرجا قال: يا يونس: سل نحن نجل (محل - بحار) النور في الظلمات، ونحن البيت المعمور الذي من دخله كان آمنا. نحن عزة (عترة - بحار) الله وكبرياؤه.
قال: قلت: جعلت فداك، رأيت شيئا عجبا، رأيت رجلا على صورتك. قال: يا يونس أنا لا نوصف، ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الله له أن يصيره مع أخ له في السماء الرابعة.
قال: قلت: فهؤلاء الذين في الدار؟ قال: أصحاب القائم من الملائكة. قال: قلت:
فهذين؟ قال: جبرئيل وميكائيل نزلا إلى الأرض، فلن يصعدا حتى يكون هذا الأمر إن شاء الله، وهم خمسة آلاف. يا يونس، بنا أضاءت الأبصار، وسمعت الآذان، ووعيت القلوب الإيمان. رواه في جد ج 59 / 196، وكمبا ج 14 / 232.
وفي الكافي كتاب الإيمان باب أن الله يدفع بالعامل عن غير العامل مسندا عن عبد الله بن القاسم، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن الله ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا. وهو قول الله عز وجل: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) فوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عنى بها غيركم.
ورواه العياشي في تفسيره عنه مثله وزاد فيه الصوم.
ورواه القمي في تفسيره، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله يدفع بمن يصلي - وساقه مثل ما في الكافي إلى قوله: على العالمين.
بيان: المراد بالهلاك عدم الاستيصال، كما قاله المج، أو الفساد بقرينة ذكر الآية ومنه قوله تعالى: (ويهلك الحرث والنسل).