وحسبك ما أورده النووي عند بلوغه إلى هذا الحديث في شرحه لصحيح مسلم (1) والحمد لله على الهداية للصواب، والشكر له إذ جعلنا من أولي الألباب صلى الله عليه وآله.
- 14 - * انكار السلف عليه * أنكر الناس على أبي هريرة واستفظوا حديثه على عهده إذ أفرط في كثار وانفرد بأسلوب خاص يوجب الشك فيه فلهذا وذاك كاشفه الناس وأنكروا عليه من حيث كمية حديثه ومن حيث كيفيته.
يدلك على هذا قوله متألما متظلما: يقولون ان أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد ويقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل حديثه؟.
فيصرح بأن كمية حديثه وكيفيته كانتا كلتاهما مدار الانكار وقد تهددهم بالله وبالدار الآخرة على ذلك إذ قال: والله الموعد متفجعا متوجعا منهم حتى زعم أنه لولا تكليفه الشرعي ما حدثهم بشئ لسوء ظنهم به فقال في آخر الحديث: والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئا ابدا، ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الحديث (2) وهو كما ترى صحيح بما قلناه.