تركها في الطريق اللاحق إحالة على السابق قصدا للاختصار وهذا انما يكون بعد التروي والتأمل التام في الطبقة وغيرها من الامارات الكاشفة عن ذلك وعلى ذلك نبه في (المنتقى) حيث قال - أعلى الله مقامه وزاد اكرامه بعد كلام تضمن الفرق بين المشايخ الثلاثة في كتبهم الأربعة من جهة ذكر الأسانيد بتمامها والتعليق وعدمه قال: " إذا عرفت هذا فاعلم أنه اتفق لبعض الأصحاب توهم الانقطاع في جملة من أسانيد (الكافي) لغفلتهم عن ملاحظة بنائه لكثير منها على طرق سابقة وهى طريقة معروفة بين القدماء والعجب أن الشيخ رحمه الله ربما غفل عن مراعاتها فاورد الاسناد من (الكافي) بصورته ووصله بطريقه عن الكليني من غير ذكر الواسطة المتروكة فيصير الاسناد في رواية الشيخ له منقطعا ولكن مراجعة (الكافي) تفيد وصله ومنشأ التوهم الذي أشرنا إليه فقد الممارسة المطلعة على التزام تلك الطريقة فيتوقف عن القطع بالبناء المذكور ليتحقق به الاتصال وينتفى معه احتمال الانقطاع وسيرد عليك في تضاعيف الطرق اغلاط كثيرة نشأت من اغفال هذا الاعتبار عند انتزاع الاخبار من كتب السلف وايرادها في الكتب المتأخرة فكان أحدهم يأتي بأول الاسناد صحيحا لتقرره عنده ووضوحه وينتهى فيه إلى مصنف الكتاب الذي يريد الاخذ منه ثم يصل الاسناد الموجود في ذلك الكتاب بما أثبته هو أولا فإذا كان اسناد الكتاب مبنيا على اسناد سابق ولم يراعه عند انتزاعه حصل الانقطاع في أثناء الطريق ومن رأيت من أصحابنا من تنبه لهذا بل شانهم الاخذ بصورة السند المذكور في الكتب ولكن كثرة الممارسة والعرفان بطبقات الرجال يطلع على هذا الخلل ويكشفه وأكثر مواقعه في انتزاع الشيخ رحمه الله وخصوصا روايته عن موسى بن القاسم في كتاب الحج ثم إنه ربما كانت
(١٨٩)