4482 / 126 - محمد بن إسماعيل بن بزيع (1):
أبو جعفر، مولى المنصور أبي جعفر، وولد بزيع بيت منهم حمزة بن
(١) روى شيخنا الصدوقمحمد بن يعقوب الكليني قدس سره كثيرا في كتاب الكافي: عن محمد ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، فقد قيل: إن محمد بن إسماعيل هذا هو محمد بن إسماعيل بن بزيع، وهو بعيد جدا لأن محمد بن يعقوب الكليني يروي عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع بواسطتين، لأنه يروي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عنه، ويروي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عنه (الكافي ١: ٢٢٩ / ٦ و ٣:
٤٧ / ٦)، ولأن محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني يروي عن الفضل بن شاذان.
وصرح الكشي عند ترجمة الفضل بن شاذان بأن الفضل بن شاذان يروي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع (رجال الكشي: ٥٤٣ / ١٠٢٩).
وقيل: محمد بن إسماعيل هذا هو محمد بن إسماعيل البرمكي - المعروف بصاحب الصومعة - لا محمد بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، لأنهما لقيا أصحاب الصادق عليه السلام، وبعيد أن يروي الكليني عن الصادق عليه السلام بواسطتين.
قلت: محمد بن إسماعيل البرمكي أيضا لقى أصحاب الصادق عليه السلام كما يظهر من النجاشي عند ترجمة عبد الله بن داهر (رجال النجاشي: ٢٢٨ / 602)، فالظاهر أن محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني غير هذه الثلاثة، وكأنه محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري لأنه يذكر أحوال الفضل بن شاذان بلا واسطة غيره كما نبهنا عليه عند ترجمته، ويؤيده رواية الكشي عن محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري عند ترجمة الفضل بن شاذان (رجال الكشي: 538 / 1024)، وروايته عن محمد بن إسماعيل عن الفضل ابن شاذان عند ترجمة أبي ذر الغفاري رحمه الله (رجال الكشي: 8 / 17 و 18).
فإن قلت: حكم بعض الفقهاء قدس الله أرواحهم بصحة هذا الطريق يدل على أن محمد بن إسماعيل هذا أحد هذه الثلاثة، لأنهم الموثقون لا غير.
قلت: الحكم بصحة هذا الخبر لا يدل على توثيق جميع رجاله لأنه قد يكون الحكم بصحة الخبر من باب الاجتهاد. لا من باب الشهادة كما اجتهد أحد أن محمد ابن عيسى اليقطيني ثقة، فعد حديثه صحيحا. ثم اجتهد آخر أنه ضعيف، فعد حديثه ضعيفا. وكما اجتهد أحد في تمييز المشتركات بسبب القرائن في طريق كان فيه محمد بن قيس مثلا أنه أبو عبد الله الثقة، فعد حديثه صحيحا، واجتهد أحد أنه أبو أحمد الضعيف، فعد حديثه ضعيفا، وليس قول أحدهما علينا حجة.
وبالجملة: محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني بلا واسطة ليس من الثقات عندي، والله أعلم، (منه قده).