ولما نظرت في كتب الرجال رأيت بعضها لم يرتب ترتيبا يسهل منه فهم المراد ومع هذا لا يخلو من تكرار وسهو، وبعضها وان كان حسن الترتيب الا ان فيه أغلاطا كثيرة، مع أن كل واحد منها لا يشتمل على جميع أسماء الرجال أردت أن اكتب كتابا يشتمل على جميع الرجال من الممدوحين والمذمومين والمهملين، يخلو من تكرار وغلط، ينطوي على حسن الترتيب ويحتوي على جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم من المدح والذم الا شاذا شديد الشذوذ، وهذا وان كان بعيدا من مثلي لكن الواهب غير متناهي القوة، ورتبته على ترتيب الحروف في الأسماء في الأوائل والثواني وكذا الاباء، وضمنته رموزا تغني عن التطويل والتكثير كما جعل بعض المصنفين (1)...
ثم ذكر بعض مصادر كتابه التي ينقل عنها والرموز التي يرمز إليها وبين طريقة نقله من هذا المصادر حيث قال:
فكل ما ننقل منهم فهو عباراتهم بعينها الا ما لا تفاوت في معناه ولا تغاير في مؤداه، مثل ان النجاشي - رحمه الله - ذكر في شان رجل ان له كتاب كذا وكتاب كذا وكتاب كذا، فانا ننقل منه أنه قال له كتب، لاجل الخلاص عن التطويل ومثل ان الشيخ - قدس سره - ذكر جماعة في رجاله في باب أصحاب الصادق عليه السلام ولم يذكر في شان كل واحد منهم انه من أصحاب الصادق عليه السلام بل اكتفى بما قاله أولا، فانا ننقل منه أنه قال: هذا من أصحاب الصادق عليه السلام. انتهى كلامه قدس سره وفرغ رحمه الله من تأليفه لهذا الكتاب سنة 1015 ه كما أشار إلى ذلك