الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٥٠
الحقل السابع في: المقلوب (1) وهو: حديث ورد بطريق، فيروي بغيره.، إما بمجموع الطريق، أو ببعض رجاله.، بأن يقلب بعض رجاله خاصة، بحيث يكون أجود منه، ليرغب فيه.
- 1 - وقد يقع سهوا ".، كحديث يرويه محمد بن أحمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وكثيرا " ما يتفق ذلك في إسناده التهذيب.
ومثله: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبيه أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن يحيى.، فيقلب الاسم، ونحوه من الأغراض الموجبة للقلب.
- 2 - وقد يقع ذلك القلب من العلماء، بعضهم لبعض، للامتحان.، أي: امتحان، حفظهم وضبطهم، كما اتفق ذلك لبعض العلماء، ببغداد (2).

(1) الذي في النسخة الخطية المعتمدة ورقة 37 لوحة ب سطر 6: السابع المقلوب، فقط.، بدون: (الحقل السابع في المقلوب).
(2) قال الخطيب البغدادي - عن علماء بغداد حين قدم عليهم البخاري -... فإنهم اجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث، فقبلوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لاسناد آخر، واسناد هذا لمتن آخر.، ودفعوها إلى عشرة أنفس، إلى كل رجل عشرة.، وأمروهم إذا حضروا المجلس، يلقون ذلك على البخاري، وأخذوا الوعد للمجلس.
فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء: من أهل خراسان، وغيرهم من البغداديين.
فلما اطمأن المجلس بأهله، انتدب إليه رجل من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث؟ فقال البخاري: لا أعرفه.، فسأله عن آخر؟ فقال: لا أعرفه.، فما زال يلقي عليه واحدا " بعد واحد، حتى فرغ من عشرته، و البخاري يقول: لا أعرفه.، فكان الفقهاء - ممن حضر المجلس - يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: فهم الرجل، ومن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري: بالعجز، والتقصير، وقلة الفهم.
ثم أنتدب إليه رجل آخر من العشرة.، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة؟ فقال البخاري: لا أعرفه.، فلم يزل يلقي عليه واحدا " بعد واحد، حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه.
ثم أنتدب إليه: الثالث والرابع، إلى تمام العشرة، حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، و البخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه.
فلما علم البخاري: أنهم قد فرغوا.، ألتفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، و حديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء.، حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، و
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»