الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٥١
وقد يقع القلب في المتن.، كحديث السبعة الذين يظلهم الله في عرشه، ففيه: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله...) فهذا، مما انقلب على بعض الرواة.، وإنما هو: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: كما ورد في الأصول المعتبرة (1).
كل إسناد إلى متنه.
وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.، فأقر له الناس بالحفظ، وأذعنوا بالفضل، الخ.
وقال الأستاذ أحمد محمد شاكر رحمه الله - في هامش الباعث الحثيث: ص ٩٠ -: وهذا العمل محرم أن يقصده العالم به، إلا إن كان يريد به الاختبار.، وشرط الجواز - كما قاله الحافظ ابن حجر - أن لا يستمر عليه، بل ينتهي بانتهاء الحاجة.
وهذه القصة وردت بصورة مطولة وكاملة في: تاريخ بغداد: ٢ / ٢٠.، وينظر أيضا ": تدريب الراوي:
ص ١٠٦ - ١٠٧، وتوضيح المنتبه: ٢ / ١٠٤.، وألفية السيوطي: ص ١٢٢ (الهامش).
(١) عبارة الحديث في هذه: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله عز وجل، ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ماذا تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا " ففاضت عيناه.
ينظر: صحيح مسلم: ٢ / 715.، حديث 1031.، وشرح النخبة: ص 22.، وتوضيح المنتبه: 2 / 106، و الباعث الحثيث: ص 88 (الهامش).