الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٥٤
البحث الثاني في: أصناف الوضاع (1) والواضعون: أصناف.
- 1 - منهم: من قصد التقرب به، إلى الملوك وأبناء الدنيا.، مثل: غياث بن إبراهيم (2).
دخل على المهدي ابن المنصور (3)، وكان يعجبه الحمام الطيارة الواردة من الأماكن البعيدة.
فروى حديثا " عن النبي - صلى الله عليه وآله - قال: لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل، أو جناح.
فأمر له بعشرة آلاف درهم.
فلما خرج، قال المهدي: أشهد أن قفاه قفا كذاب على رسول الله (صلى الله عليه و آله).، ما قال رسول الله (ص): جناح.، ولكن هذا، أراد أن يتقرب إلينا.، وأمر بذبحها.، و

(١) الذي في المخطوطة ورقة ٣٨ لوحة ب سطر ٨: الواضعون أصناف فقط.، بدون: (البحث الثاني في أصناف الوضاع).
(٢) قال أحمد: ترك الناس حديثه: وقال يحيى: ليس بثقة: وقال البخاري: تركوه.، وقال الجوزجاني.، يضع الحديث.، ينظر: ميزان الاعتدال: ٣ / ٣٣٧.، والاعلام: ٧ / ٩١.
وقد علق المددي هنا بقوله:
وليعلم: أن غياث بن إبراهيم ورد في أحاديث كثيرة من أحاديثنا.، وقد اختلفت كلمات الأصحاب في حقه.، والمشهور على توثيقه.، إستنادا " إلى قول النجاشي فيه.، حيث قال: (غياث بن إبراهيم التميمي الأسدي:
بصري، سكن الكوفة، ثقة.، روى عن: أبي عبد الله، وأبي الحسن عليهما السلام...
وربما يظهر التنافي بين وثاقته، وبين هذه القصة الدالة على أنه كان كذابا " وضاعا ".، ويمكن دفعه:
أولا ": نسبت هذه القصة كذلك، إلى أبي البختري وهب بن وهب - وكان كذابا " -...، كما ذكره القرطبي في التفسير: ١ / ٧٩ - ٨٠، والتستري في قاموس الرجال: ٩ / ٢٧١.
وثانيا ": يمكن القول بالتعدد.، فإن غياث بن إبراهيم - الذي تنسب إليه القصة - نخعي: كما في ميزان الاعتدال وغيره.، وغياث بن إبراهيم - الذي ورد في كلام النجاشي - تميمي.، أسدي، بصري.
وللتفصيل ينظر: معجم رجال الحديث: ١٣ / ٢٥٢ - ٢٥٥.، وقاموس الرجال: ٧ / ٢٩٠.، ومستدرك الوسائل: ٣ / 642 - 643.
(3) محمد بن عبد الله المنصور: ثالث الخلفاء العباسين، ولد سنة 127 ه‍ / 744 م، أنشأ الطرق العامة، و حسن جهاز البريد، فازدهرت التجارة في عهده.، تعقب الخوارج في خراسان، ولاحق الزنادقة.، حارب البزنطيين، فتوغلت جيوشه حتى أنقرة والبوسفور، حكم من 158 - 169 ه‍.، ينظر: المنجد في الاعلام:
ص 690.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»