الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٦٢
البحث الخامس في: شرعية الوضع (1) وقد ذهبت الكرامية - بكسر الكاف وتخفيف الراء، أو بفتح الكاف وتشديد الراء، أو بفتح الكاف وتخفيف الراء، على اختلاف نقل الضابطين لذلك -.، وهم:
الطائفة المنتسبون بمذهبهم إلى محمد بن كرام (2).
و (كذلك ذهب) بعض المبتدعة من المتصوفة:
- 1 - إلى جواز وضع الحديث للترغيب والترهيب، ترغيبا " للناس في الطاعة، وزجرا " لهم عن المعصية. (3) واستدلوا بما روي في بعض طرق الحديث: (من كذب علي متعمدا " - ليضل به الناس - فليتبؤا مقعده من النار) (4).
وهذه الزيادة: قد أبطلها نقلة الحديث.
وحمل بعضهم: (حديث من كذب علي)، على من قال: انه ساحر أو مجنون (5).
حتى قال بعض المخذولين: إنما قال: من كذب علي، ونحن نكذب له ونقوي شرعه (6).

(١) والذي في النسخة الخطية ورقة ٤٠ لوحة ب سطر ٣: (وقد ذهبت الكرامية) فقط.، بدون: (البحث الخامس في شرعية الوضع).
(٢) محمد بن كرام بن عراق بن حزابة، أبو عبد الله، السجزي.، إمام الكرامية، من فرق الابتداع في الاسلام.، كان يقول: بأن الله تعالى مستقر على العرش، وأنه جوهر.، ولد ابن كرام في سجستان، وجاور بمكة خمس سنين، ورد نيسابور، فحبسه طاهر بن عبد الله.، ثم انصرف إلى الشام، وعاد إلى نيسابور، فحبسه محمد بن طاهر، وخرج منها سنة ٢٥١ ه‍ إلى القدس، فمات فيها سنة ٢٥٥ ه‍.، ينظر: الاعلام: ٧ / ٢٣٦.
(٣) قال ابن الجوزي: قال أبو بكر محمد بن المنصور السمعاني: ذهب بعض الكرامية إلى جواز وضع الأحاديث على النبي (ص)، فيما لا يتعلق به حكم من الثواب والعقاب، ترغيبا " للناس في الطاعة، وزجرا " لهم عن المعصية..، ينظر: الموضوعات: ١ / ٩٦.
وللتعرف على بعض آرائهم ومقالاتهم؟ ينظر كتاب: التبصير في الدين: ص ٩٩.
(٤) ينظر: الموضوعات: ١ / 96 - 97.
(5) ينظر: المصدر نفسه: 1 / 94.
(6) قال ابن الجوزي: إن بعض المخذولين، من الواضعين أحاديث الترغيب قال: إنما هذا الوعيد لمن كذب عليه، ونحن نكذب له ونقوي شرعه، ولا نقوي، ما يخالف الحق: فإذا جئنا بما يوافق الحق، فكأن الرسول عليه السلام قاله.، ينظر: الموضوعات.، 1 / 98
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»