الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٧٨
من المتشابه.
وثالثا أنه لو كان كذلك لكان أكثر القرآن الذي ذكر فيه اسم الله عز وجل ويوم القيامة والوعد والوعيد بالنعم الأخروية من المتشابهات لان حقائقها وكنهها غير معلومة وهذا لم يقل به أحد [1] ورابعا أن عدم العلم بحقيقة بعض الموضوعات لا يجعل الآية من المتشابهات.
وخامسا أنا نرى أن في القرآن آيات ذو وجوه ك آية يد بر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون الآية والآيات التي استدل بها على كون الهداية والضلالة والكفر والايمان من الله وكذا الآيات التي استدل بها المجسمة و أرباب الضلال ولا يعلم تفسير ذلك إلا بالرجوع إلى المحكمات من الآيات الصريحة و [1] ونزيدك أنا لا نعلم حقيقة أكثر الأشياء فلو كان المتشابه ما لا يعلم حقيقته للزم أن تكون أكثر الآيات لو لم يكن كلها من المتشابهات فعن المجلد الأول للاسفار عن الشيخ أبي علي سينا في تعليقاته أن الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر ونحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم والاعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل واحد منها الداخلة على حقيقته بل نعرف أنها أشياء لها خواص وأعراض فإنا لا نعرف حقيقة ولا العقل ولا النفس ولا الفلك ولا النار والهواء والماء والأرض ولا نعرف أيضا حقائق الاعراض ومثال ذلك أنا لا نعرف حقيقة الجوهر بل إنما عرفنا شيئا له هذه الخاصية وهو أنه الموجود لا في موضوع وهذا ليس حقيقته ولا تعرف حقيقة الجسم بل نعرف شيئا له هذه الخواص وهي الطول والعرض والعمق ولا نعرف حقيقة الحيوان بل إنما نعرف شيئا له خاصية الادراك والعقل فإن المدرك الفعال ليس هو حقيقة الحيوان بل خاصته ولازم له والفصل الحقيقي لا ندركه إلخ وهذا الكلام جيد متين ومنه يعلم فساد تفسير المتشابه بما لا يعلم حقيقة
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»