الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٧٣
الذات علة تامة لها بل كانت مقتضية لها وقد رأينا كثيرا قد تغيرت أخلاقهم السيئة بالأخلاق الحسنة بواسطة مزاولة الأعمال الصالحة و الرياضات الشرعية والمواعظ الحسنة والرفقاء والأخلاء المتقين وقد يكون بالعكس فلو كان من الذاتيات التي لا يختلف ولا يتعلل كإنسانية الانسان وفروسية الفرس لبطل الثواب والعقاب ولزم الجبر وكان لغوا قولهم لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الامرين هذا كله مع أنه خلاف الحس والعيان والله العالم في أن العقاب والذم على أمر اختياري 7 - فصل لا ريب أن العقاب واللوم أنما يتوجه على أمر اختياري لا على الغرائز الطبيعية التي أودعها الله في الطبيعة لمصالح يعلمها لا يحيط بها إلا خالقها نعم إذا صدر عن عبد فعل تمردا واستكبارا أو عصيانا ومخالفة باعتقاد منه أنه مبغوض مولاه يستحق أن يلومه مولاه لهذا الفعل الصادر عنه بعنوان التمرد والعصيان فلو عاقبه على ذلك لم يكن مخالفا للعدل والحكمة في أنظار العقلا بل يمكن أن يقال إن العقاب واللوم أنما هو في قبال التمرد وإظهار العصيان وإلا فليس مصادفة الواقع وعدمها في يد الفاعل نعم الآثار المترتبة شرعا على نفس الواقع كالديات والقصاص والحدود لا يترتب عليه فيما إذا خالف الواقع فإن من قتل إنسانا أو جرحه باعتقاد أنه زيد ثم بان خلافه لم يكن لزيد أن يقتصه أو يأخذ منه الدية لأنه إنما جرحه أو قتله باعتقاد أنه زيد وكذا من
(٧٣)
مفاتيح البحث: القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»