الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٨١
الآية ولو كان ما زعموا صادقا لكان قول الله (والعياذ بالله) كذبا لأنهم يقولون إن القرآن ما يسر للذكر ولا نعلم شيئا إلا من بعد تفسيره من الأئمة عليهم السلام فلا معنى لقوله فهل من مذكر وأيضا قال الله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم وما لا يفهم منه لا يوجب البصيرة فالبصيرة على قولهم من الرواية الواردة في تفسيره لا من القرآن وأيضا لو كان ما زعموا صادقا لما كان القرآن عربيا بينا لعلنا نعقل كما صرح به القرآن ولما ذم الذين لا يتدبرون القرآن في قوله أ فلا يتدبرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها لان ما لا يعلم معناه لا يمكن التدبر فيه ولما كان هو شفاء وهدى بل الشفاء والهدى في الروايات الواردة في تفسيره أو غيره ولكان الذين يمرون على آيات الله صما وعميانا مورد المدح والتجليل لأنهم بزعم هؤلاء قد أصابوا عن الحق وقالوا إنا لا نفهم من القرآن شيئا بل نرجع إلى الروايات فوظيفتنا أن نمر عليها صما وعميانا ثم إن هذه الآيات الشريفة وأمثالها قطعية الدلالة على المراد بأي نحو فسر فليس الاستدلال على حجية ظواهر القرآن بالآيات الظاهرة في حجيتها ليكون دورا ومع ذلك لنا حجج واضحة وبراهين ساطعة أخرى على ما قلنا منها أن أعظم معجزات نبينا صلى الله عليه وآله هو القرآن وبه تحدى على أعدائه وأتم الحجة على الناس كافة وقال صلى الله عليه وآله إن زعمتم أني افتريته فأتوا بمثله أو بعشر سور أو بسورة واحدة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فلو أنهم كانوا لا يفهمون من القرآن شيئا لقالوا إنك تقول إنا لا نفهم منه شيئا فكيف تحدى به علينا
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»