الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٧٧
معثرة في مقام التبليغ مثلا لو صرح الحكيم تعالى في خلقة الأرض والشمس والقمر بأن الأرض تدور حول الشمس والقمر تدور حول الأرض لكان معثرة في تبليغ البينات ولقام الناس كلهم بتكذيبه مع أنه لا فائدة مهمة في التصريح بذلك فلا بدو لا مناص بحسب الحكمة من أن تكون هذه الآيات متشابهة من هذه الجهة لئلا تخالف معتقدات الأولين بحسب مزاعمهم وتتضح الحقيقة للآخرين وتتم الحجة من رب العالمين لكل الناس أجمعين وأيم الله أن هذا لمن أعظم إعجاز القرآن المبين كما هو واضح لمن له طبع سليم وفهم مستقيم لان البشر لا يقدر في أمثال هذه الأمور كلها بمثل آيات لا تخالف أهواء الأولين وينطبق على عقائد المستكشفين المتأخرين كما أن إنزاله بنحو يستفيد منه جميع البشر بحسب مراتبهم ودرجاتهم من الآيات الواضحة والبينات الباهرة لا ينكره إلا من اتبع هواه وأضله الله على علم وكان من الخاسرين.
وأما تفسير المتشابهات بما لا يعلم حقيقته كالملك والروح والجن والقيمة ففيه أولا أنه تفسير بالرأي ومن فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
وثانيا أنه لا يساعده العرف واللغة لأن عدم العلم بحقيقة الشئ وكنهه لا يجعل اللفظ بالنسبة إلى مفاده متشابها والتشابه فيه أنما يكون باعتبار كونه ذا وجهين أو وجوه فإن من الواضح أن عدم - العلم بحقيقة الفرس والشجر والحجر والانسان وأمثالها لا يجعل ألفاظها
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»