الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٦٩
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ومنها ما لا يدركه عقولنا ولا سبيل لعقولنا إليه وإنما المرجع فيها الأدلة النقلية الصحيحة كقولنا إن الأئمة الهادية اثنا عشر صلوات الله عليهم أجمعين للأحاديث الصريحة المتواترة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وأوصيائه وكقولنا إن الأئمة التسعة من ولد الحسين وإن الحسن والحسين إمامان مع كونهما أخوين ولا يجتمع الإمامة في أخوين إلا فيهما صلوات الله عليها فإنه لم يدل دليل عقلي ولا برهان فطري عندنا على لزوم كون الأئمة التسعة من ولد الحسين وأنه لا يكون الإمامة في الأخوين إلا في الحسن والحسين بل قلنا بذلك للأحاديث المتواترة الصريحة ومن هذا القبيل أسرار الأحكام الشرعية الفرعية وعللها فإن لها مصالح راجعة إلى النوع وإلى الشخص وإلى الدنيا والأخرى ولا يحيط بها كما هو حقها إلا علام الغيوب فلا حق لاحد أن يحكم فيها بحدسه ورأيه وعقله لان العقل لا يدركها كما هو حقها ولا يحيط بها فالأخبار الواردة في ذم علماء العامة مثل أبي حنيفة وأمثاله الذين كانوا يفتون بعقولهم وبآرائهم ولا يرجعون إلى أولياء الله وحججه كلها من هذا القبيل وإشارة إلى أنكم لو كنتم تدركون الاحكام بعقولكم لما احتجتم إلى الرسل والأنبياء في ذلك وفي الحقيقة الأئمة الهداة صلوات الله عليهم كشفوا النقاب ورفعوا الحجاب عن وجوه الحقائق وأن عقولكم لا تصل إلى الأحكام الإلهية ولا يحيط بها لا أنكم تدركونها و تصل إليها عقولكم ومع ذلك لا يجوز لكم أن تستندوا إليها ولعمري إن هذا لهو الحق المبين فمن
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»