نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ١ - الصفحة ٧٥
ارتفع الحكم المترتب عليه إذ بارتفاع المبدأ يرتفع صدق عنوان الموضوع (ومن هنا) كان استدلال الإمام عليه السلام كاشفا عن كفاية حدوث المبدأ في صدق عنوان المشتق أبدا الذي فرض انه موضوع للحكم المذكور في الآية ضرورة انه بدونه لا يتم الاستدلال لما عرفت من أنه لا يبقى الحكم بعد ارتفاع موضوعه (نعم) لو كان الموضوع لعدم نيل العهد في الآية هو الظالم ولو فيما مضى بأن يراد بلفظ الظالم فيها خصوص معنى صادق بالفعل على من تلبس بالمبدأ ولو فيما مضى صح الاستدلال بالآية على عدم نيل العهد بعد الانقضاء أيضا حتى على القول بكون المشتق حقيقة في خصوص المتلبس و لكن المفروض خلافه وان عنوان الموضوع فيها هو الظالم بمعناه الارتكازي من دون إعمال عناية فيه فيبتني صحة الاستدلال بها على عدم لياقة من انقضى عنه المبدأ لنيل العهد على كون المشتق حقيقة في الأعم المستلزم لصدق هذا العنوان فعلا بمجرد ثبوت المبدأ فيما مضى وبما ذكرناه تعرف صحة التمسك باستدلاله عليه السلام على كون المشتق حقيقة في الأعم قوله ولا قرينة على أنه على النحو الأول:
ظاهر الآية كون الموضوع هو الظالم بالفعل وحين عدم نيل العهد لا الظالم ولو فيما مضى فإنه يحتاج إلى قرينة على ذلك والمفروض عدمها (واما) ما أفاده (قده) من وجود القرينة في المقام فيندفع انه مجرد استحسان لا يصلح لان يكون صارفا عن إرادة ما هو المستفاد من ظاهر الآية قوله قلت لو سلم:
لا محيص له من التسليم إذ الاستدلال في مقام إلزام الخصم لا يكون الا بما هو المتفاهم عرفا من الآية لا بما علمه الإمام عليه السلام من المراد واقعا كما أنه بعد التسليم لا مناص من الالتزام بكشف ذلك عن كون المشتق حقيقة في الأعم وذلك لان إطلاق المشتق بلحاظ حال التلبس وان لم يكن مجازا لكن ظاهر إطلاقه هو كون حال التلبس هو حال النطق أو حال أسند إليه الحكم كما في الآية فيحتاج خلافه إلى نصب دال اخر عليه مثل ان يقال الظالم ولو فيما مضى لا ينال عهدي أبدا أو يقال الظالم في أحد الزمانين الحال والمضي لا ينال عهدي قوله بسيط منتزع عن الذات:
يعنى بذلك ان الصورة الوحدانية التي تقع في النفس عند مشاهدة زيد قائما وعلى صفة القيام وعمرو على هيئة القعود ونحوهما بسيطة منتزعة عن الذات باعتبار تلبسها بالمبدأ (تقريب ذلك) ان النفس كما انها تدرك الذوات تارة وتدرك المعاني والمبادي أخرى والنسبة بين المبادي والذوات ثالثة كذلك تدرك صورة أخرى بين هذه الأمور وهي ليست بإحداها وانما هي منتزعة منها
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»