التوقف في الحكم الواقعي ويعتبر الارجاء بالنسبة إليه وظاهر أن التخيير بالنسبة إلى الحكم الظاهري فقط أو ينزل على صورة التمكن من الرجوع إلى الامام ويخص أخبار التخيير بصورة عدم التمكن من الرجوع إليه عليه السلام كما هو الظاهر من قوله عليه السلام في روايتين فأرجه حتى تلقى إمامك وقوله عليه السلام في رواية أخرى فردوا إلينا علمه وبكل من الوجهين صرح بعض الأصحاب ومن حمل أخبار الارجاء على النهي عن الترجيح والعمل بالرأي وأخبار التخيير على الاخذ من باب التسليم فلعله أراد به المعنى الأول ثم لو سلم تكافؤهما من حيث الدلالة فلا ريب أن أخبار التخيير معتضدة بالشهرة فيتعين بالترجيح كما نطقت به الأخبار المذكورة مضافا إلى قضاء قاعدة انسداد باب العلم بذلك ويحتمل حمل أخبار التوقف على ما يمكن الاحتياط فيه وأخبار التخيير على ما يتعذر فيه ذلك كما إذا دل أحدهما على وجوب شئ والأخير على تحريمه أو دل أحدهما على شرطيته لواجب والاخر على مانعيته إلا أنه جمع لا شاهد عليه وعن الفاضل المجلسي رحمه الله أنه حمل أخبار التخيير على الجواز وأخبار التوقف على الاستحباب وضعفه ظاهر لأنه وجه جمع مخالف لظاهر الأصحاب ولا شاهد عليه من الاخبار وذهب صاحب الفوائد المدنية إلى التفصيل بين العبادات المحضة كالصلاة والصوم وبين غيرها من حقوق الآدميين كالزكاة و النكاح والدين والميراث فحمل أخبار التخيير على الأول و أخبار التوقف على الثاني فقال يجب التوقف في الثاني عن الافعال الوجودية المبنية على تعيين أحد الطرفين والظاهر أن الباعث له على ذلك اختصاص مورد رواية عمر بن حنظلة الدالة على التوقف عند فقد المرجحات بحقوق الآدميين فقيد بها بقية مطلقات أخبار التوقف ونزل أخبار التخيير على صورة التعارض في غير حقوق الآدميين جمعا وهذا الجمع أيضا كسابقه مخالف لظاهر الأصحاب و لا شاهد عليه في الاخبار مع أن شمول رواية عمر بن حنظلة لجميع الحقوق غير واضح وعن ابن جمهور في غوالي اللئالي أنه حمل أخبار التوقف على ما لا يضطر إلى العمل بأحدهما وظاهره حمل أخبار التخيير على ما يضطر إلى العمل بأحدهما وهذا الجمع أيضا فاسد كسابقيه ومثله ما حكي عن بعض الأفاضل من حمل أخبار الارجاء على غير المتناقضين وأخبار التخيير على المتناقضين هذا غاية ما أردنا بيانه وقصدنا في سلك التحرير تبيانه والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا والصلاة على محمد وآله أجمعين كتبه العبد العاصي المحتاج إلى ربه الغني محمود بن حاجي غلامرضا قمي مستعجلا في سلخ شهر شعبان المعظم في سنة مرقومة 1266 ودر كار خانه عاليحضرت مخدوم معظم ومفخم ملا فضل الله انطباع يافت صانه الله من والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
(٤٤٦)