الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ١٨٩
أيدك الله بأهل العلم الذين هم أهل الذكر من أهل بيت النبوة المنصوبين لنجاة الخلق، وقد قيل: استعينوا على كل صناعة بأهلها.
(انتهى كلامه بألفاظه وهو كلام متين).
ولنختم كتابنا ببعض النصائح المذكورة في أوائل كتاب المعتبر للمحقق نجم الدين الحلي طاب ثراه، قال (1):
ان في الناس المستعبد نفسه لشهوته، المستغرق وقته في أهويته، مع ايثاره الاشتهار بآثار الأبرار واختياره الاتسام بسمة الأخيار، اما لان ذلك في جبلته أو لأنه وسيلة إلى حطام عاجلته، فيثمر هذان الخلقان نفاقا غريزيا وحرصا على الرياسة الدينية طبيعيا، فإذا ظهرت لغيره فضيلة عليه خشى غلبة المزاحم ومنافسة المقاوم ثم يمنعه نفاقه عن المكافحة فيرسل القدح في زي المناصحة، ويقول: لو قال كذا لكان أقوم، أو لم يقل كذا لكان أسلم، موهما انه أوضح كلاما وأرجح مقاما، فإذا ظفرت بمثله فليشغلك الاستعاذة بالله من بليته عن الاشتغال بإجابته فإنه شر الرجال وأضر على الأمة من الدجال، فكأني بكثير ممن ينتحل هذا الفن يقف على شئ من مقاصد هذا الكتاب فيستشكله فيجيل فكره فيه فلا يحصله فينزله بذهنه الجامد على التأويل الفاسد ويدعو الناس إلى متابعته لظنه الإصابة

١ - سلك المصنف (ره) في هذا المورد أيضا مسلكا سلكه الأمين الاسترآبادي قدس الله سره فإنه قال في الفوائد المدنية في الفصل التاسع ضمن كلام له تحت عنوان " الفائدة الخامسة " ما نصه (انظر ص 193 من النسخة المطبوعة):
" واما النصحية اللطيفة فأقول: كأني انظر إلى جماعة من الجهلة المنتسبين إلى العلم من عربي وعجمي ينكرون ما استفدناه من أصحاب العصمة صلوات الله وسلامه عليهم اما من اعوجاج الذهن وجمود البلادة أو من الحسد والشقاوة فلنتبرك ببعض النصائح المذكورة في أوائل كتاب المعتبر حيث قال: ان في الناس، (فذكر الكلام إلى آخره).
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»