إذا لم يكن مريض النفس عنيد القلب وان لم يقر بعد بإمامة من ثبت له الإمامة منهم لان الكتاب والسنة مشحونان بذلك ولم يختلف فيه ذو بصيرة ما من الاسلام، وكذلك أصول العبادات من الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنها مما لا خلاف في أصلها وان اختلف في شرائطها وآدابها، وكذلك متابعة - النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام في أخلاقهم وآدابهم وعاداتهم فإذا أخذ بذلك كله على التسليم والانقياد طلبا للحق ومرضاة الله هداه الله البتة إلى الايمان وجعله من الفرقة الحقة الناجية إن شاء الله كما أشير إليه في الأصل السابق. ثم إذا اهتدى إلى معرفة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وعرف امام زمانه وخرج من الجاهلية فعليه ان يتبعهم ويقتفي أثرهم فإذا لم يكن له طريق إلى حضرتهم عليهم السلام فيأخذ بأخبارهم وآثارهم فان الكلام قائم مقام المتكلم فيتبع الأقرب إلى اليقين واتفاق أصحابهم فالأقرب والأبعد من اختلافهم فالأبعد، وهكذا، ولا يوسع دائرة الخلاف ما وجد إليه سبيلا بل يسكت عما سكت الله عنه.
ومما يدل على هذه المذكورات من الآيات قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله (1) وقوله عز وجل: ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ان اتقوا الله (2) وقوله تعالى: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (3) وقوله عز وجل (4): وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
وقوله تعالى (5): ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. وقوله عز اسمه (6): يا أيها الذين