أنا بصير بديني مكشوف على هداي، فان كنت جاهلا بدينك فاذهب فاطلبه، مالي وللمماراة. وفي إعتقادات الصدوق (ره) قال أمير المؤمنين (ع) (1): من طلب الدين للجدل تزندق. وقال الصادق (ع) (2): يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون، ان المسلمين هم النجباء. وقال ابن طاوس (ره): وجدت في كتاب عبد الله بن حماد ما هذا لفظه (3): عن
١ و ٢ هما في أوائل كتاب إعتقادات الصدوق في باب الاعتقاد في التناهي عن الجدل والمراء (انظر ص ٧٣ من النسخة المنضمة بشرح الباب الحادي عشر في الطبع) وأيضا الثاني هو الحديث الثاني والعشرون في باب النهي عن الكلام والجدال والمراء من كتاب التوحيد للصدوق (٤٥٨ طبعة مكتبة الصدوق).
٣ - ذكره ابن طاوس (ره) في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة ضمن تنبيه مفصل يشتمل على التحذير من الاهتمام بعلم الكلام والخوض فيه (انظر ص ٢٦ - ٢٨ من النسخة المطبوعة بطهران سنة ١٣٠٦) ونقل المصنف أعني الفيض (ره) غالب ما ذكره ابن طاوس (ره) في هذا الموضوع بعين عبارته أو بتغيير يسير في تلخيص ذلك الكتاب وذلك أنه لخص كشف المحجة وسمى خلاصته " تسهيل السبيل بالحجة في انتخاب كشف المحجة لثمرة المهجة " فلا بأس بنقل ما ذكره هناك هنا فأنه مفيد جدا وهو في الكتاب المذكور أعني تسهيل السبيل بالحجة وقد طبع منضما بنسخة تحف العقول ومنهاج النجاة هكذا (انظر ص 312 من النسخة المشار إليها وقد طبعت سنة 1303):
" ووجدت في كتاب هذا عبد الله بن حماد الأنصاري في النسخة المقروءة على هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله ما هذا لفظه: عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: متكلموا هذه العصابة من شرار من هم. ويحتمل ان يكون المراد بهذا الحديث يا ولدي المتكلمين الذين يطلبون بكلامهم وعلمهم ما لا يرضاه الله جل جلاله أو يكون ممن يشغلهم الاشتغال بعلم الكلام عما هو أوجب عليهم من فرائض الله جل جلاله، ولقد رأيت في عمري ممن ينسب إلى علم الكلام وقد أعقبهم ذلك العلم شكوكا في مهمات من الاسلام.
ومما يؤكد تصديق الروايات بالتحذير من علم الكلام وما فيه من الشبهات انني وجدت الشيخ العالم في علوم كثيرة القطب الراوندي واسمه سعيد بن هبة الله رحمه الله قد صنف كراسا وهي عندي الان في الخلاف الذي تجدد بين الشيخ المفيد والمرتضى رحمهما الله وكانا من أعظم أهل زمانها وخاصة شيخنا المفيد فذكر في الكراس نحو خمس وتسعين مسألة قد وقع الخلاف بينهما فيها في علم الأصول وقال في آخرها: لو استوفيت ما اختلفا فيه لطال الكتاب، وهذا يدلك على أنه طريق بعيد في معرفة رب الأرباب.
أقول: (العبارة من هذا الموضع للفيض - قدس سره) ومما يزيد ذلك تأكيدا التعليقات التي كتبها الشيخ المفيد (ره) على إعتقادات الصدوق أبي جعفر بن بابويه طاب ثراه فإنه خالفه فيها في كثير من العقائد الدينية وطعن فيه لأجلها وبالغ في ذلك ومما يدل على مذمة الكلام (إلى آخر ما قال) ".
أقول: من أراد تمام كلمات ابن طاوس (ره) في هذا الموضع فليراجع كشف المحجة ونقل العلامة المجلسي (ره) في المجلدة الأولى من البحار في باب ما جاء في تجويز المجادلة في الدين والنهي عن المراء (ص 106 من طبعة امين الضرب) هذا الحديث مع ما ذكره السيد بنص عبارته ولولا أن المقام لا يسع أكثر من ذلك نقلت تمام ما ذكره السيد هنا فمن اراده فليطلبه من هناك فإنه نفيس جدا.