أو متعلم، أو غثاء. وفي رواية (1): نحن العلماء، وشيعتنا المتعلمون، وسائر الناس غثاء، إلى غير ذلك مما يؤدى هذا المعنى في تقسيم الناس.
الأصل العاشر انه يجب على كل مكلف طالب للحق والنجاة ان يتحرى الأهم في الدين فالأهم، ويأخذ بالأقرب من اليقين فالأقرب، ولا يترك ما يعنيه إلى ما لا يعنيه، ولا ما يهم نفسه إلى ما يهم غيره، ولا يدخل في اختلافات الناس ومخاصماتهم والتعصبات الباردة فإنها مذمومة جدا وممرضة للقلب بل يأخذ أولا بما اتفق عليه العقلاء قاطبة من وجود - صانع حكيم عالم قادر غني سميع بصير ليس كمثله شئ على الاجمال من غير تفتيش لحقيقته وماهيته وكيفية صفاته وغير ذلك فإنه مشوش لقلوب أكثر الخلق، ثم يأخذ بما اتفقوا عليه أيضا من صدق الأنبياء عليهم السلام في دعواهم النبوة، وفيما جاؤوا به من الاحكام جملة، وبما اتفق عليه الكل أيضا من وجود نشأة أخرى هي دار المجازاة وهو مما أخبر به الأنبياء عليهم السلام قاطبة، ثم يأخذ بمقتضى ما اتفقوا عليه جميعا من أن مدار النجاة في تلك النشأة هو التقوى والأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة، ومدار الهلاك في أضدادها، فان ذلك مما لا يختلف فيه من له أدنى بصيرة، والتقوى هو الاخذ باليقين وترك الشبهات كما في الحديث المشهور المتفق عليه: حلال بين، وحرام بين، وما بينهما شبهات فمن حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه. ثم إذا اهتدى إلى الاسلام وآمن بخاتم النبيين وسيد المرسلين عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليمات أجمعين ويكون طالبا للحق فلا محالة يهتدى إلى محبة أهل بيته عليهم السلام والاقرار بفضلهم وطهارتهم