وروى في الكافي عن ضريس الكناسي قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) وعنده أبو بصير (1) فقال أبو عبد الله (ع): ان داود ورث علم الأنبياء، وان سليمان ورث داود، وأن محمدا (ص) ورث سليمان وانا ورثنا محمدا، وان عندنا صحف إبراهيم وألواح - موسى، فقال أبو بصير: ان هذا لهو العلم، فقال: يا أبا محمد ليس هذا هو العلم انما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة. أقول: أراد (ع) والعلم عند الله ان العلم ليس ما يحصل من السماع وقراءة الكتب وحفظها فان ذلك تقليد وانما العلم ما يفيض من الله سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما وساعة فساعة فينكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس وينشرح له الصدر، ويتحقق به العالم كأنه ينظر إليه ويشاهده، وكما أن الأئمة المعصومين عليهم السلام كانوا يكتمون جواهر علومهم من غير أهلها ويستعملون التقية فيها كما قال مولانا زين العابدين عليه السلام (2):
اني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين ووصى قبله الحسنا يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا ولا ستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا وقال (ع) (3): التقية ديني ودين آبائي (4). وقال أبو جعفر (ع) حين سمع ان