أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٣٦
وعشرين، ولا حاجة إلى سرد النصوص الواردة في كل ذلك، فلم يبق كتاب من كتب التفسير إلا ذكرها، ولا سيما ابن كثير والقرطبي.
تنبيه إذا كانت كل النصوص التي وردت في الوتر من العشر الأواخر صحيحة، فإنه لا يبعد أن تكون ليلة القدر دائرة بينها، وليست بلازمة في ليلة منها ولا تخرج عنها، فقد تكون في سنة هي ليلة إحدى وعشرين، بينما في سنة أخرى ليلة خمس أو سبع وعشرين، وفي أخرى ليلة ثلاث أو تسع وعشرين، وهكذا. والله تعالى أعلم.
وقد حكى هذا الوجه ابن كثير عن مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وقال: وهو الأشبه، والله تعالى أعلم.
وقد قيل: إنه صلى الله عليه وسلم قد أنسيها، لتجتهد الأمة في الشهر كله أو في العشر كلها، ومما يؤكد أنها في العشر الأواخر اعتكافه صلى الله عليه وسلم، التماسا لليلة القدر.
وقد جاء في فضلها ما استفاضت به كتب الحديث والتفسير، ويكفي فيها نص القرآن الكريم.
وفي هذه الليلة مباحث عديدة يطول تتبعها، منها ما يذكر من أماراتها.
ومنها: محاولة البعض استخراجها من القرآن.
ومنها: علاقتها بحكم بني أمية، وليس على شيء من ذلك نص يمكن التعويل عليه، لذا لا حاجة إلى إيراده، اللهم إلا ما جاء في بعض أمارات نهارها صبيحتها، حيث جاء التنويه عن شيء منه في الحديث (ورأيتني أسجد صبيحتها في ماء وطين).
فذكروا من علامات يومها أن تطلع الشمس بيضاء، وقالوا: لأن أنوار الملائكة عند صعودها، تتلاقى مع أشعة الشمس فتحدث فيها بياض الضوء، وهذا مروي عن أبي في صحيح مسلم.
ومنها: اعتدال هوائها وجوها ونحو ذلك، ومما يمكن أن يكون له صلة بالسورة ذاتها، ما حكاه ابن كثير أن بعض السلف، أراد استخراجها من كتاب الله في نفس السورة، فقال: إن كلمة هي في قوله: * (سلام هى) *، تقع السابعة
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»