أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٣٥
فيه، لأن بعض المفسرين قال بمضاعفة السيئة فيها.
كذلك أي أن المعصية في ليلة القدر كالمعصية في ألف شهر، والمسجد الحرام يحاسب فيه العبد على مجرد الإرادة، فيكون الخطر أعظم، وفي المدينة أسلم.
ولعل ما يؤيد ذلك أن ليالي القدر كلها، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وقد أثبتها أهل السنة كافة، وادعت الشيعة نسخها ورفعها كلية، وهذا لا يلتفت إليه لصحة النصوص وشبه المتواترة.
تنبيه لم يأت تحديد لتلك الليلة من أي رمضان تكون، وقد أكثر العلماء في ذلك القول وإيراد النصوص.
فالأقوال منها على أعم ما يكون، من أنها من عموم السنة، وهذا لم يأت بجديد، وهو عن ابن مسعود وإنما أراد الاجتهاد.
ومنها: أنها في عموم رمضان، وهذا حسب عموم نص القرآن.
ومنها: أنها في العشر الأواخر منه، وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها: أنها في الوتر من العشر الأواخر، وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها: أنها في آحاد الوتر من العشر الأواخر.
فقيل: في إحدى وعشرين.
وقيل: ثلاث وعشرين.
وقيل: خمس وعشرين.
وقيل: سبع وعشرين.
وقيل: تسع وعشرين.
وقيل: آخر ليلة من رمضان على التعيين، وفي كل من ذلك نصوص.
ولكن أشهرها وأكثرها وأصحها، ما جاء أنها في سبع وعشرين، وإحدى
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»