أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٧٣
والنفي في قوله: * (فلا تجعلوا لله أندادا) *.
وكون الربوبية تستوجب العبادة، جاء صريحا في قوله تعالى: * (فليعبدوا رب هاذا البيت * الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف) *.
فالموصول وصلته في معنى التعليل لموجب العبادة، وسيأتي لذلك زيادة إيضاح إن شاء الله تعالى في نهاية السورة.
وقد جاء هنا لفظ * (برب الناس) *، بإضافة الرب إلى الناس، بما يشعر بالاختصاص، مع أنه سبحانه رب العالمين ورب كل شيء، كما في أول الفاتحة: * (الحمد لله رب العالمين) *.
وفي قوله: * (قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شىء) *.
فالإضافة هنا إلى بعض أفراد العام.
وقد أضيف إلى بعض أفراد أخرى كالسماوات والأرض وغيرها من بعض كل شيء، كقوله: * (قل من رب السماوات والا رض قل الله) *.
وقوله: * (رب المشرق والمغرب لا إلاه إلا هو فاتخذه وكيلا) *.
وإلى البيت * (فليعبدوا رب هاذا البيت) *.
وإلى البلد الحرام * (إنمآ أمرت أن أعبد رب هذه البلدة) *.
وإلى العرش * (رب العرش الكريم) *.
وإلى الرسول * (اتبع مآ أوحى إليك من ربك) *.
وقوله: * (وربك فكبر) *، إلى غير ذلك.
ولكن يلاحظ أنه مع كل إضافة من ذلك ما يفيد العموم، وأنه مع إضافته لفرد من أفراد العموم، فهو رب العالمين، ورب كل شيء، ففي إضافته إلى السماوات والأرض جاء معها * (قل الله) *.
وفي الإضافة إلى المشرق والمغرب جاء * (لا إلاه إلا هو فاتخذه وكيلا) *.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»