أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٦٦
مواطن، منها قوله تعالى: * (قل مآ أنفقتم من خير فللوالدين والا قربين واليتامى) *.
ومنها قوله: إيراده في أنواع البر من الإيمان بالله وإنفاق المال * (ولاكن البر من ءامن بالله واليوم الا خر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين) *، إلى آخر الآية.
ومنها: ما هو أدخل في الموضوع حيث جعل له نصيبا في التركة في قوله: * (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) *، بصرف النظر عن مباحث الآية من جهات أخرى، ومرة أخرى يجعل لهم نصيبا فيما هو أعلى منزلة في قوله تعالى: * (واعلموا أنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم ءامنتم بالله) *.
وكذلك في سورة الحشر في قوله تعالى: * (مآ أفآء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) *.
فجعلهم الله مع ذي القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جعله الله في عموم وصف الأبرار، وسببا للوصول إلى أعلى درجات النعيم في قوله تعالى: * (إن الا برار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) *.
وذكر أفعالهم التي منها: أنهم يوفون بالنذر، ثم بعدها: أنهم يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.
وجعل هذا الإطعام اجتياز العقبة في قوله: * (فلا اقتحم العقبة * ومآ أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام فى يوم ذى مسغبة * يتيما ذا مقربة) *.
ولقد وجدنا ما هو أعظم من ذلك، وهو أن يسوق الله الخضر وموسى عليهما السلام ليقيما جدارا ليتيمين على كنز لهما حتى يبلغا أشدهما، في قوله تعالى: * (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغآ أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى) *.
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»