ولا بنون) *.
ويمكن أن تكون استفهامية وقوله: * (إذا تردى) *، أي في النار عياذا بالله، أو تردى في أعماله، فمآله إلى النار بسبب بخله في الدنيا، كما يشهد له قوله تعالى: * (ولا يحسبن الذين يبخلون بمآ ءاتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) *. * (إن علينا للهدى) *. فيه للعلماء أوجه، منها: إن طريق الهدى دال وموصل علينا بخلاف الضلال.
ومنها: التزام الله للخلق عليه لهم الهدى، وهذا الوجه محل إشكال، إذ إن بعض الخلق لم يهدهم الله.
وقد بحث هذا الأمر الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب، من أن الجواب عليه من حيث إن الهدى عام وخاص. والله تعالى أعلم. * (وإن لنا للا خرة والا ولى) *. أي بكمال التصرف والأمر، وقد بينه تعالى في سورة الفاتحة * (الحمد لله رب العالمين) *، أي المتصرف في الدنيا * (مالك يوم الدين) *، أي المتصرف في الآخرة وحده * (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) *.
وهذا كدليل على تيسيره لعباده إلى ما يشاء في الدنيا، ومجازاتهم بما شاء في الآخرة. * (فأنذرتكم نارا تلظى) *. أي تتلظى، واللظى: اللهب الخالص، وفي وصف النار هنا بناظى مع أن لها صفات عديدة منها: السعير، وسقر، والجحيم، والهاوية، وغير ذلك.
وذكر هنا صنفا خاصا، وهو من كذب وتولى، كما تقدم في موضع آخر في وصفها أيضا بلظى في قوله تعالى: * (كلا إنها لظى * نزاعة للشوى) *، ثم بين أهلها بقوله: * (تدعوا من أدبر وتولى * وجمع فأوعى) *.