أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٣٢
. * (وهديناه النجدين) *. النجد: الطريق، وهو كما تقدم في سورة الإنسان بعد تفصيل خلق الإنسان * (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل) *، أي الطريق على كلا الأمرين بدليل * (إما شاكرا وإما كفورا) *.
وتقدم المعنى هناك، ويأتي في السورة بعدها عند قوله تعالى: * (فألهمها فجورها وتقواها) *. زيادة إيضاح له، إن شاء الله تعالى. * (فلا اقتحم العقبة) *. وقد بين المراد بالعقبة فيما بعد بقوله: * (ومآ أدراك ما العقبة) *، ثم ذكر تفصيلها.
وقد ذكر أن كل ما جاء بصيغة وما أدراك، فقد جاء تفصيله بعده كقوله تعالى: * (القارعة * ما القارعة * ومآ أدراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) *، وما بعدها.
وتقدم عند قوله تعالى: * (الحاقة * ما الحآقة) *.
وفي تفسير العقبة بالمذكورات، فك الرقبة، وإطعام اليتيم والمسكين توجيه إلى ضرورة الإنفاق حقا لا ما يدعيه الإنسان بدون حقيقة في قوله: * (أهلكت مالا لبدا) * .
أما فك الرقبة: فإنه الإسهام في عتق الرقيق والاستقلال في عتقها يعبر عنه بفك النسمة.
وهذا العنصر من العمل بالغ الأهمية، حيث قدم في سلم الاقتحام لتلك العقبة.
وقد جاءت السنة ببيان فضل هذا العمل حتى أصبح عتق الرقيق أو فك النسمة، يعادل به عتق المعتق من النار كل عضو بعضو، وفيه نصوص عديدة ساقها ابن كثير، وفي هذا إشعار بحقيقة موقف الإسلام من الرق، ومدى حرصه وتطلعه إلى تحرير الرقاب.
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»