أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٩٨
((سورة الأعلى)) * (سبح اسم ربك الاعلى * الذى خلق فسوى * والذى قدر فهدى * والذى أخرج المرعى * فجعله غثآء أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شآء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى * فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الا شقى * الذى يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيا * قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحيواة الدنيا * والا خرة خير وأبقى * إن هاذا لفى الصحف الا ولى * صحف إبراهيم وموسى) * * (سبح اسم ربك الاعلى) *. تقدم معنى التسبيح وهو التنزيه عن كل ما لا يليق، والأمر بالتسبيح هنا منصب على * (اسم ربك) *، وفي آيات أخر، جاء الأمر بتسبيح الله تعالى كقوله: * (ومن اليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا) *. ومثل: * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) *.
وتسبيح الرب سبحانه كقوله: * (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) *، فاختلف في هذه الآية، هل المراد تسبيح الله سبحانه أو المراد تسبيح اسمه تعالى، كما هو هنا؟
ثم اختلف في المراد بتسبيح اسم الله تعالى، وجاءت مسألة الاسم والمسمى.
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الواقعة، عند قوله تعالى: * (فسبح باسم ربك العظيم) *، قوله: إن الباء هناك داخلة على المفعول كدخولها عليه في قوله: * (وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) *، وأحال على متقدم في ذلك، وحكى كلام القرطبي أن الاسم بمعنى المسمى، واستشهد له من كلام العرب بقول لبيد: وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) *، وأحال على متقدم في ذلك، وحكى كلام القرطبي أن الاسم بمعنى المسمى، واستشهد له من كلام العرب بقول لبيد:
* إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر * وقال: لا يلزم في نظري أن الاسم بمعنى المسمى هنا، لإمكان كون المراد نفس الاسم، لأن أسماء الله ألحد فيها قوم ونزهها آخرون، ووصفها الله بأنها بالغة غاية الحسن، لاشتمالها على صفاته الكريمة، كما في قوله: * (ولله الأسمآء الحسنى فادعوه بها) *.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»