أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٩٤
على الكفار، لأنه وقت الجزاء والوصول إلى العذاب للتحذير منه. ا ه.
فظهر بذلك أن الضمير في رجعه عائد للإنسان أي بعد موته بالبعث، وأن العامل هو (لقادر). * (يوم تبلى السرآئر. تقدم للشيخ رحمة الله علينا وعليه بيانه عند الكلام على قوله تعالى: * (هنالك تبلوا كل نفس مآ أسلفت) *، وساق عندها هذه الآية، وسيأتي التصريح به في سورة العاديات عند قوله تعالى: * (أفلا يعلم إذا بعثر ما فى القبور * وحصل ما فى الصدور) *. وقد أجمل ابتلاء السرائر.
وكذلك أجمل الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بإيراد الآيات.
وذكر المفسرون: أن المراد بها أمانة التكليف فيما لا يعلمه إلا الله، ومثلوا لذلك بالحفاظ على الطهارة للصلاة، وغسل الجنابة، وحفظ الصوم، ونحو ذلك. ومنه العقائد وصدق الإيمان أو النفاق، عياذا بالله.
والسرائر: هي كل ما يخفيه الإنسان حتى في المعاملات مع الناس، كما في الأثر (الكيس من كانت له عند الله خبيئة سر)، وقوله: * (وأسروا قولكم أو اجهروا به) *، فالسر ضد الجهر، وقال الأحوص: وأسروا قولكم أو اجهروا به) *، فالسر ضد الجهر، وقال الأحوص:
* سيبقى لها في مضمر القلب والحشا * سريرة ود يوم تبلى السرائر * قال أبو حيان: سمعه الحسن، فقال: ما أغفله عما في السماء والطارق. * (فما له من قوة ولا ناصر) *. قالوا: ليس من قوة في نفسه لضعفه، ويدل عليه قوله: * (وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) *.
وقوله: * (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة) * أي من الضعف وشدة الخوف، ولا ناصر له من غيره، كما في قوله: * (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا) *.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»