اسمه في ذاته، وجميع صفاته، حيث جمع بين الخلق والتسوية، فلكمال القدرة والتنزيه عن كل نقص. * (والذى قدر فهدى) *. أطلق هنا التقدير ليعم كل مقدور، وهو عائد على كل مخلوق، لأن من لوازم الخلق التقدير، كما قال تعالى: * (إنا كل شىء خلقناه بقدر) *، وقوله: * (قد جعل الله لكل شىء قدرا) *، وهذه الآية ومثيلاتها من أعظم آيات القدرة، وقد جمعها تعالى عند التعريف التام لله تعالى، لما سأل فرعون نبي الله موسى عن ربه قال: * (فمن ربكما ياموسى قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى) * وقد تقدم بيان عموم قوله تعالى: * (الذى خلق فسوى) *، وهنا قدر كل ما خلق، وهدى كل مخلوق إلى ما قدره له، ففي العالم العلوي قدر مقادير الأمور، وهدى الملائكة لتنفيذها، وقدر مسير الأفلاك، وهداها إلى ما قدر لها، كل في فلك يسبحون.
وفي الأشجار والنباتات قدر لها أزمنة معينة في إيتائها وهدايتها إلى ما قدر لها، فالجذر ينزل إلى أسفل والنبتة تنمو إلى أعلى، وهكذا الحيوانات في تلقيحهاونتاجها وإرضاعها، كل قد هداه إلى ما قدر له، وهكذا الإنسان.
وقد قال الفخر الرازي: إن العالم كله داخل تحت منطوق هذه الآية.
أما معناها بالتفصيل، فتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة طه عند الكلام على قوله تعالى: * (قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى) *. * (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شآء الله) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه معنى * (نقرئك) * في سورة طاه في الكلام على قوله تعالى: * (ولا تعجل بالقرءان من قبل إن يقضى إليك وحيه) *، وبينه بآية القيامة * (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرءانه) *.