وقال أبو حيان: إن علينا جمعه في صدرك. وقرآنه أي تقرأه. قوله تعالى: * (فإذا قرأناه فاتبع قرءانه) *. تقدم للشيخ بيانه عند قوله تعالى: * (علمه شديد القوى) * من سورة النجم. قوله تعالى: * (ثم إن علينا بيانه) *. قد نبه تعالى كما جاء في مقدمة الأضواء أنه ما من مجمل إلا وجاء تفصيله في مكان آخر، وقد نص تعالى على هذا في كثير من الآيات، كما في قوله * (كتاب فصلت ءاياته) *، وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيان ذلك في أول فصلت. قوله تعالى: * (وجوه يومئذ ناضرة) *. تقدم بيانه للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، عند قوله تعالى: * (قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى) *. قوله تعالى: * (كلا إذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) *. لم يبين ما هي التي بلغت التراقي ولكنه معلوم أنها الروح، كما في قوله تعالى: * (فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) * إلى قوله * (ترجعونهآ إن كنتم صادقين) *، فهذه حالات النزع والروح تبلغ الحلقوم وتبلغ التراقي. وقد يترك التصريح للعلم كما في قوله تعالى: * (إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب) * أي الشمس، وهكذا هنا فلمعرفتها بالقرائن ترك التصريح بالروح أو النفس، وقد صرح تعالى بذلك في قوله: * (ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون) *. وقوله تعالى: * (وقيل من راق) *. اختلف في معنى راق هذه، فقيل من الرقية أي قال من حوله: من يرتقيه هل من طبيب يرقيه؟ أي حالة اشتداد الأمر عليه رجاء لشفاه أو استبعادا بأنه لا ينفعه، وقيل: من الرقى أن تقول الملائكة من الذي سيرقى بروحه
(٣٧٥)