كل ما خصص للصلاة وهو المراد بالإضافة هنا لله تعالى، وهي إضافة تشريف وتكريم مع الإشعار باختصاصها بالله أي بعبادته وذكره، كما قال تعالى: * (فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والا صال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلواة) *.
ولهذا منعت من اتخاذها لأمور الدنيا من بيع وتجارة، كما في الحديث: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك) رواه النسائي والترمذي وحسنه.
وكذلك إنشاد الضالة لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم من ينشد ضالة بالمسجد، فقولوا له: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لذلك). رواه مسلم.
وفي حديث الأعرابي الذي بال في المسجد. قال له صلى الله عليه وسلم: (إن هذه المساجد لم تبن لذلك، إنما هي لذكر الله وما والاه)، وفي موطأ مالك: أن عمر رضي الله عنه بنى رحبة في ناحية المسجد تسمى البطحاء. وقال: من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعرا، أو يرفع صوته، فليخرج إلى هذه الرحبة.
واللغط هو الكلام الذي فيه جلبة واختلاط. (وأل) في المساجد للاستغراق فتفيد شمول جميع المساجد، كما تدل في عمومها على المساواة، ولكن جاءت آيات تخصص بعض المساجد بمزيد فضل واختصاص، وهي المسجد الحرام خصه الله تعالى بما جاء في قوله: * (إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ءايات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامنا ولله على الناس حج البيت) *. فذكر هنا سبع خصال ليست لغيره من المساجد من أنه أول بيت وضع للناس ومبارك وهدى للعالمين، وفيه آيات بينات ومقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا، والحج والعمرة إليه، وآيات أخر. والمسجد الأقصى، قال تعالى: * (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الا قصى الذى باركنا حوله لنريه من ءاياتنآ إنه هو السميع البصير) * فخص بكونه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وبالبركة حوله وأري صلى الله عليه وسلم فيه من آيات ربه.