أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٥٠٩
ومن هذا المعنى، قولهم: حمل الفارس على قرنه فما كذب، أي ما تأخر ولا تخلف ولا جبن.
ومنه قول زهير: ومنه قول زهير:
* ليث يعثر يصطاد الرجال إذا * ما كذب الليث عن أقرانه صدقا * وهذا المعنى قد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: * (الله لا إلاه إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) *، وقوله تعالى: * (وأن الساعة ءاتية لا ريب فيها) *، وقوله تعالى: * (ربنآ إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه) *، وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى: * (وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه) *.
الوجه الثاني: أن اللام في قوله: * (لوقعتها) * ظرفية، و * (كاذبة) * اسم فاعل صفة لمحذوف أي ليس في وقعة الواقعة نفس كاذبة بل جميع الناس يوم القيامة صادقون بالاعتراف بالقيامة مصدقون بها ليس فيهم نفس كاذبة بإنكارها ولا مكذبة بها.
وهذا المعنى تشهد له في الجملة آيات من كتاب الله كقوله تعالى: * (لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الا ليم) *، وقوله تعالى: * (ولا يزال الذين كفروا فى مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) *.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة النمل في الكلام على قوله تعالى: * (بل ادارك علمهم فى الا خرة بل هم فى شك منها بل هم منها عمون) *، وباقي الأوجه قد يدل على معناه قرآن ولكنه لا يخلو من بعد عندي، ولذا لم أذكره، وأقربها عندي الأول. قوله تعالى: * (خافضة رافعة) *. خبر مبتدأ محذوف أي هي خافضة رافعة، ومفعول كل من الوصفين محذوف.
قال بعض العلماء: تقديره هي خافضة أقواما في دركات النار، رافعة أقواما إلى الدرجات العلى إلى الجنة، وهذا المعنى قد دلت عليه آيات كثيرة كقوله: * (إن المنافقين فى الدرك الا سفل من النار) *، وقوله تعالى * (ومن يأته مؤمنا قد عمل
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»