أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٩٣
وأكبر الآلاء التي هي النعم، ولذا قال تعالى بعده: * (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) *.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من امتنانه جل وعلا على خلقه بوضع الأرض لهم بما فيها من المنافع، وجعلها آية لهم، دالة على كمال قدرة ربهم واستحقاقه للعبادة وحده، جاء موضحا في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: * (وهو الذى مد الا رض وجعل فيها رواسى وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) *، وقوله تعالى: * (هو الذى جعل لكم الا رض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه) *.
وقوله تعالى * (والا رض بعد ذلك دحاها أخرج منها مآءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولانعامكم) * وقوله تعالى * (والا رض فرشناها فنعم الماهدون) * وقوله تعالى * (الذى جعل لكم الا رض فراشا) *.
وقوله تعالى * (والا رض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السمآء مآء مباركا) *.
وقوله تعالى * (هو الذى خلق لكم ما فى الا رض جميعا) * والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (فيها فاكهة) * أي فواكه كثيرة، وقد قدمنا أن هذا أسلوب عربي معروف، وأوضحنا ذلك بالآيات وكلام العرب.
وقوله: * (والنخل ذات الا كمام) * ذات أي صاحبة، والأكمام جمع كم بكسر الكاف، وهو ما يظهر من النخلة في ابتداء إثمارها، شبه اللسان ثم ينفخ عن النور، وقيل: هو ليفها، واختار ابن جرير شموله للأمرين.
وقوله: * (والحب) * كالقمح ونحوه.
وقوله: * (ذو العصف) *، قال أكثر العلماء: العصف ورق الزرع، ومنه قوله تعالى * (فجعلهم كعصف مأكول) * وقيل العصف: التبن.
وقوله: * (والريحان) *: اختلف العلماء في معناه، فقال بعض أهل العلم: هو كل
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»