أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٩٢
وأول سورة الحج، وذكرنا أن من الشواهد العربية لإطلاق النجم وإرادة النجم قول الراعي: فدلت هذه الآية أن الساجد من الشجر في آية الرحمن هو النجوم السماوية المذكورة مع الشمس والقمر في سورة الحج، وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وعلى هذا الذي اخترناه، فالمراد بالنجم النجوم، وقد قدمنا الكلام عليه في أول سورة النجم وأول سورة الحج، وذكرنا أن من الشواهد العربية لإطلاق النجم وإرادة النجم قول الراعي:
* فباتت تعد النجم في مستحيرة * سريع بأيدي الآكلين جمودها * وقول عمرو بن أبي ربيعة المخزومي: وقول عمرو بن أبي ربيعة المخزومي:
* أبرزها مثل المهاة تهادى * بين خمس كواعب أتراب * * ثم قالوا تحبها قلت بهرا * عدد النجم والحصا والتراب * وقوله في هذه الآية الكريمة: * (يسجدان) * قد قدمنا الكلام عليه مستوفى في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى: * (ولله يسجد من فى السماوات والا رض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والا صال) *. قوله تعالى: * (والسمآء رفعها ووضع الميزان) *. قوله: والسماء رفعها قد بينا الآيات الموضحة له في سورة ق في الكلام على قوله تعالى: * (أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها) *.
وقوله: * (ووضع الميزان) *، قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى: * (الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان) *.
* (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان * والا رض وضعها للا نام * فيها فاكهة والنخل ذات الا كمام * والحب ذو العصف والريحان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجآن من مارج من نار * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * رب المشرقين ورب المغربين * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * وله الجوار المنشئات فى البحر كالا علام * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يسأله من فى السماوات والا رض كل يوم هو فى شأن * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والا رض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فإذا انشقت السمآء فكانت وردة كالدهان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جآن * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والا قدام * فبأى ءالاء ربكما تكذبان) * قوله تعالى: * (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: * (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها) *، وذكرنا بعضه في سورة شورى. قوله تعالى: * (والا رض وضعها للا نام فيها فاكهة والنخل ذات الا كمام والحب ذو العصف والريحان) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية أنه وضع الأرض للأنام وهو الخلق، لأن وضع الأرض لهم على هذا الشكل العظيم، القابل لجميع أنواع الانتفاع من إجراء الأنهار وحفر الآبار وزرع الحبوب والثمار، ودفن الأموات وغير ذلك من أنواع المنافع. من أعظم الآيات
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»