قوله تعالى: * (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) *. قد قدمنا إيضاحه في سورة القتال في كلامنا الطويل على قوله تعالى: * (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالهآ) *. قوله تعالى: * (إنآ أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى يوم نحس مستمر) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له، وكلام أهل العلم في يوم النحس المستمر، في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات) *. قوله تعالى: * (فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه) *. قوله تعالى: * (أءلقى الذكر عليه من بيننا) *. وقد قدمنا الآيات الموضحة لهما في الكلام على قوله تعالى: * (وعجبوا أن جآءهم م نذر منهم) * (ص: 4)، وقوله تعالى: * (أءنزل عليه الذكر من بيننا بل هم فى شك من ذكرى) *.
* (إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر * ونبئهم أن المآء قسمة بينهم كل شرب محتضر * فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر * فكيف كان عذابى ونذر * إنآ أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر * ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر * كذبت قوم لوط بالنذر * إنآ أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر * نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر * ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر * ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنآ أعينهم فذوقوا عذابى ونذر * ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر * فذوقوا عذابى ونذر * ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر * ولقد جآء ءال فرعون النذر * كذبوا بأاياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر * أكفاركم خير من أولائكم أم لكم برآءة فى الزبر * أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * إن المجرمين فى ضلال وسعر) * قوله تعالى: * (إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم) *. قوله: * (مرسلوا الناقة) *: أي مخرجوها من الهضبة، * (فتنة لهم) * أي ابتلاء واختبارا، وهو مفعول من أجله، لأنهم اقترحوا على صالح إخراج ناقة من صخرة، وأنها إن خرجت لهم منها آمنوا به واتبعوه، فأخرج الله الناقة من تلك الصخرة معجزة لصالح، وفتنة لهم أي ابتلاء واختبارا، وذلك أن تلك الناقة معجزة عاينوها، وأن الله حذرهم على لسان نبيه صالح من أن يمسوها بسوء وأنهم إن تعرضوا لها بأذى أخذهم الله بعذابه.
والمفسرون يقولون: إنهم قالوا له: إن أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقة وبراء عشراء اتبعناك.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن الله أرسل لهم هذه الناقة امتحانا واختبارا، وأنهم إن تعرضوا لآية الله هذه، التي هي الناقة بسوء أهلكهم، جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى في سورة الأعراف: * (قد جآءتكم بينة من ربكم هاذه ناقة الله