أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٤٦١
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: * (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) *، وفي مواضع أخر متعددة. قوله تعالى: * (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له وما يتعلق بها من الأحكام في سورة هود في الكلام على قوله تعالى * (وياقوم لا أسألكم عليه مالا) *. قوله تعالى: * (وإن يروا كسفا من السمآء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى * (ولو نزلنا عليك كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم) *، وفي غير ذلك من المواضع. قوله تعالى: * (يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا) *. بين جل وعلا في هذه الآية أن كيد الكفار لا يغني عنهم شيئا في الآخرة في غير هذا الموضع، كقوله تعالى * (هاذا يوم الفصل جمعناكم والا ولين فإن كان لكم كيد فكيدون) *.
وبين أنه لا ينفعهم في الدنيا أيضا كقوله تعالى في هذه السورة الكريمة * (أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون) * وقوله * (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا) *، وقوله * (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدى متين) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولاكن أكثرهم لا يعلمون) *. الظاهر أن قوله * (عذابا دون ذلك) * هو ما عذبوا به في دار الدنيا من القتل وغيره، كما دل على ذلك قوله * (ولنذيقنهم من العذاب الا دنى دون العذاب الا كبر) *. وقوله تعالى * (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) * إلى غير ذلك من الآيات، ولا مانع من دخول عذاب القبر في ذلك، لأنه قد يدخل في ظاهر الآية، وما قيل في معنى الآية غير هذا لا يتجه عندي. والعلم عند الله تعالى.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»