* (فيها عين جارية) *، وقد بين تعالى من صفات خمر الجنة أنها لا تسكر شاربها، ولا تسبب له الصداع الذي هو وجع الرأس في آيات من كتابه كقوله تعالى: * (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) *، وقوله * (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) *.
وقد قدمنا معنى هذه الآيات بإيضاح في سورة المائدة في الكلام على قوله تعالى * (إنما الخمر والميسر والا نصاب والا زلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) *. وقوله تعالى في الآية الكريمة * (غير ءاسن) * أي غير متغير اللون ولا الطعم. والآسن والآجن معناهما واحد، ومنه قول ذي الرمة: غير ءاسن) * أي غير متغير اللون ولا الطعم. والآسن والآجن معناهما واحد، ومنه قول ذي الرمة:
* ومنهل آجن قفر محاضره * تذروا الرياح على جماته البعرا * وقول الراجز:
* ومنهل فيه الغراب ميت * كأنه من الأجون زيت * وبما ذكرنا تعلم أن قوله: غير آسن كقوله: من لبن لم يتغير طعمه. قوله تعالى: * (ولهم فيها من كل الثمرات) *. قد بين تعالى في سورة البقرة أن الثمار التي يرزقها أهل الجنة يشبه بعضها بعضا في الجودة والحسن والكمال، ليس فيها شيء رديء، وذلك في قوله تعالى: * (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هاذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها) *. قوله تعالى: * (وسقوا مآء حميما فقطع أمعآءهم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحج، في الكلام على قوله تعالى * (يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم) *. قوله تعالى: * (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) *.