أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٧٧
كما تقدم في الترجمة، وفي الأعراف. قوله تعالى: * (ولقد نجينا بنى إسراءيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين) *. ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أنه نجى بني إسرائيل من العذاب المهين الذي كان يعذبهم به فرعون وقومه، جاء موضحا في آيات أخر، مصرح فيها بأنواع العذاب المذكور، كقوله تعالى في سورة البقرة * (وإذ نجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم وفى ذالكم بلاء من ربكم عظيم) * إلى قوله * (وأنتم تنظرون) *. وقوله في الأعراف * (وإذ أنجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبنآءكم) *. وقوله تعالى في المؤمن * (فلما جآءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبنآء الذين ءامنوا معه) *. وقوله تعالى في إبراهيم: * (وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبنآءكم) *. وقوله في الشعراء: * (وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسراءيل) *.
فتعبيده إياهم من أنواع عذابه لهم، إلى غير ذلك من الآيات.
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة، من أن فرعون كان عاليا من المسرفين، أوضحه أيضا في غير هذا الموضع، كقوله تعالى في يونس: * (وإن فرعون لعال في الا رض وإنه لمن المسرفين) * وقوله تعالى في أول القصص * (إن فرعون علا فى الا رض وجعل أهلها شيعا يستضعف طآئفة منهم يذبح أبنآءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين) * إلى غير ذلك من الآيات.
* (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هاذا ما كنتم به تمترون * إن المتقين فى مقام أمين * فى جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة ءامنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الا ولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم * فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون) * قوله تعالى: * (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: * (يصب من فوق رءوسهم الحميم) *.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»