أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٧٦
أفلح المؤمنون في الكلام على قوله تعالى: * (أم يقولون به جنة بل جآءهم بالحق) *. قوله تعالى: * (وجآءهم رسول كريم أن أدوا إلى عباد الله) *. الرسول الكريم هو موسى، والآيات الدالة على أن موسى هو الذي أرسل لفرعون وقومه كثيرة ومعروفة.
وقوله: * (أدوا إلى) * أي سلموا إلى عباد الله يعني بني إسرائيل، وأرسلوهم معي.
فقوله * (عباد الله) * مفعول به لقوله: * (أدوا) *. وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أن موسى طلب فرعون أن يسلم له بني إسرائيل ويرسلهم معه جاء موضحا في آيات أخر، مصرح فيها بأن عباد الله هم بنو إسرائيل، كقوله تعالى في طه: * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسراءيل ولا تعذبهم) * وقوله تعالى في الشعراء * (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بنى إسراءيل) *.
والتحقيق أن أن في قوله * (أن أدوا) * هي المفسرة، لأن مجيء الرسول يتضمن معنى القول لا المخففة من الثقيلة، وأن قوله: * (عباد الله) * مفعول به كما ذكرنا وكما أوضحته آية طه وآية الشعراء لا منادى مضاف. قوله تعالى: * (وإنى عذت بربى وربكم) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة المؤمن في الكلام على قوله تعالى: * (وقال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) *. قوله تعالى: * (كذلك وأورثناها قوما ءاخرين) *. لم يبين هنا من هؤلاء القوم الذين أورثهم ما ذكره هنا، ولكنه بين في سورة الشعراء أنهم بنو إسرائيل وذلك في قوله تعالى: * (كذلك وأورثناها بنى إسراءيل) *
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»