أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٠
ونصرناهم فكانوا هم الغالبون * وءاتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم * وتركنا عليهما فى الا خرين * سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزى المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين * وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب ءابآئكم الا ولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه فى الا خرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزى المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * وإن لوطا لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا فى الغابرين * ثم دمرنا الا خرين * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وباليل أفلا تعقلون * وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون * فنبذناه بالعرآء وهو سقيم * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فأامنوا فمتعناهم إلى حين * فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون * أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون * ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون * أصطفى البنات على البنين * مالكم كيف تحكمون * أفلا تذكرون * أم لكم سلطان مبين * فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين * فإنكم وما تعبدون * مآ أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم * وما منآ إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصآفون * وإنا لنحن المسبحون * وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الا ولين * لكنا عباد الله المخلصين * فكفروا به فسوف يعلمون * ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون * فتول عنهم حتى حين * وأبصرهم فسوف يبصرون * أفبعذابنا يستعجلون * فإذا نزل بساحتهم فسآء صباح المنذرين * وتول عنهم حتى حين * وأبصر فسوف يبصرون * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين) * * (ولقد مننا على موسى وهارون) *. ذكر جل وعلا منته عليهما في غير هذا الموضع؛ كقوله فيه (طه): * (قال قد أوتيت سؤلك ياموسى موسى * ولقد مننا عليك مرة أخرى) *؛ لأن من سؤله الذي أوتيه إجابة دعوته في رسالة أخيه هارون معه، ومعلوم أن الرسالة من أعظم المنن. * (ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم) *. قوله: * (وقومهما) *، يعني بني إسرائيل.
والمعنى: أنه نجى موسى وهارون وقومهما من الكرب العظيم، وهو ما كان يسومهم فرعون وقومه من العذاب، كذبح الذكور من أبنائهم وإهانة الإناث، وكيفية إنجائه لهم مبينة في انفلاق البحر لهم، حتى خاضوه سالمين، وإغراق فرعون وقومه وهم ينظرون.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة (البقرة)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون) *، وقدمنا تفسير الكرب العظيم في سورة (الأنبياء)، في الكلام على قوله تعالى في قصة نوح: * (فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم) *. * (ونصرناهم فكانوا هم الغالبون) *. بين جل وعلا أنه نصر موسى وهارون وقومهما على فرعون وجنوده، * (فكانوا هم الغالبون) *، أي: وفرعون وجنوده هم المغلوبون، وذلك بأن الله أهلكهم جميعا بالغرق، وأنجى موسى وهارون وقومهما من ذلك الهلاك، وفي ذلك نصر عظيم لهم عليهم، وقد بين جل وعلا ذلك في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى: * (قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما باياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) *، إلى غير ذلك من الآيات. * (وءاتيناهما الكتاب المستبين) *. * (الكتاب) * هو التوراة، كما ذكره في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى الكتاب فلا تكن فى مرية من لقائه وجعلناه هدى لبنى) *، وقوله تعالى: * (ثم ءاتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن وتفصيلا لكل شىء) *، وقوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون) *، وقوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا بعض الكلام على ذلك في سورة (البقرة)، في الكلام على قوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى الكتاب * والفرقان) *. * (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وباليل أفلا تعقلون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الحجر)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإنها لبسبيل مقيم) *. وفي سورة (المائدة)، في الكلام على قوله تعالى: * (من أجل ذالك كتبنا على بنى إسراءيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا) *، وغير ذلك من المواضع. * (فلولا أنه كان من المسبحين * للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون) *. تسبيح يونس هذا، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام المذكور في (الصافات)، جاء موضحا في (الأنبياء)، في قوله تعالى: * (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»