أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣١٥
* (إنا جعلناها فتنة للظالمين * إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم) *. قد قدمنا إيضاحه في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (وما جعلنا الرءيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرءان) *. * (فإنهم لاكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) *. ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار في النار يأكلون من شجرة الزقوم، فيملؤون منها بطونهم، ويجمعون معها: * (لشوبا من حميم) *، أي: خلطا من الماء البالغ غاية الحرارة، جاء موضحا في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى في (الواقعة): * (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لاكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم) *. وقوله: * (شرب الهيم) *، الهيم: جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلا التي أصابها الهيام، وهو شدة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرا من الماء، ولا تزال مع ذلك في شدة العطش. ومنه قول غيلان ذي الرمة: فإنهم لاكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) *. ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار في النار يأكلون من شجرة الزقوم، فيملؤون منها بطونهم، ويجمعون معها: * (لشوبا من حميم) *، أي: خلطا من الماء البالغ غاية الحرارة، جاء موضحا في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى في (الواقعة): * (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لاكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم) *. وقوله: * (شرب الهيم) *، الهيم: جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلا التي أصابها الهيام، وهو شدة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرا من الماء، ولا تزال مع ذلك في شدة العطش. ومنه قول غيلان ذي الرمة:
* فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد * صداها ولا يقضى عليها هيامها * وقوله تعالى في (الواقعة): * (فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم) *، يدل على أن الشوب، أي: الخلط من الحميم المخلوط لهم بشجرة الزقوم المذكور هنا في (الصافات)، أنه شوب كثير من الحميم لا قليل.
وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسير هذه الآية: * (لشوبا من حميم) *، الشوب: الخلط، والشوب والشوب لغتان، كالفقر والفقر، والفتح أشهر. قال الفراء: شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشئ يشوبهما شوبا وشيابة، انتهى منه. * (إنهم ألفوا ءابآءهم ضآلين * فهم علىءاثارهم يهرعون) *. ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن الكفار الذين أرسل إليهم نبينا صلى الله عليه وسلم: * (إنهم ألفوا ءاباءهم) *، أي: وجدوهم على الكفر، وعبادة الأوثان، * (فهم علىءاثارهم
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»