أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣١
قال أبو حيان في البحر المحيط في قوله تعالى: * (أذالك خير) *، وخير هنا ليست تدل على الأفضلية، بل هي على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء، وخصوصيته بالفضل دون مقابله كقوله: قال أبو حيان في البحر المحيط في قوله تعالى: * (أذالك خير) *، وخير هنا ليست تدل على الأفضلية، بل هي على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء، وخصوصيته بالفضل دون مقابله كقوله:
* فشركما لخيركما الفداء وكقول العرب: الشقاء أحب إليك أم السعادة، وكقوله: * (السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه) * وهذا الاستفهام على سبيل التوقيف والتوبيخ. ا ه. الغرض من كلام أبي حيان.
* وعلى كل حال فعذاب النار شر محض لا يخالطه خير البتة كما لا يخفى، والوجهان المذكوران في الجواب متقاربان. وقوله تعالى في هذه الآية: * (أم جنة الخلد التى وعد المتقون) * العائد محذوف: أي وعدها المتقون، والآية تدل على أن الوعد الصادق بالجنة، يحصل بسبب التقوى. وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك بإيضاح في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: * (كذلك يجزى الله المتقين) * وقوله تعالى: * (لهم فيها ما يشاءون) * العائد أيضا محذوف كالذي قبله: أي ما يشاءونه، وحذف العائد المنصوب بالفعل أو الوصف كثير، كما قال في الخلاصة:
* والحذف عندهم كثير منجلى * في عائد متصل إن انتصب * * بفعل أو وصف * كمن نرجو يهب * وهذه الآية الكريمة، تدل على أن أهل الجنة يجدون كل ما يشاءونه من أنواع النعيم.
وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: * (جنات عدن يدخلونها تجرى من تحتها الانهار لهم فيها ما يشاءون) * والآيات المذكورة تدل على أن حصول كل ما يشاءه الإنسان لا يكون إلا في الجنة، وقوله: * (كانت لهم جزاء ومصيرا) * المصير مكان الصيرورة، وقد مدح الله جزاءهم ومحله كقوله تعالى: * (نعم الثواب وحسنت مرتفقا) * لأن حسن المكان وجودته من أنواع النعيم.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»