فمن الآيات الدالة على قولهم مثل ما ذكر عنهم في هذه الآية، قوله تعالى: * (وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة وأترفناهم فى الحيواة الدنيا ما هاذا إلا بشر مثلكم يأكل) *، وقوله تعالى: * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) *، وقوله تعالى عنهم: * (قالوا أنؤمن * لبشرين مثلنا) *، وقوله تعالى: * (أبشرا منا واحدا نتبعه) *، وقوله: * (فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله) *، وقوله تعالى: * (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد ءاباؤنا) *. ومن الآيات التي كذبهم الله بها في دعواهم هذه الباطلة، وبين فيها أن الرسل يأكلون ويمشون في الأسواق ويتزوجون ويولد لهم، وأنهم من جملة البشر، إلا أنه فضلهم بوحيه ورسالته، وأنه لو أرسل للبشر ملكا لجعله رجلا، وأنه لو كانت في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين، لنزل عليهم ملكا رسولا، لأن المرسل من جنس المرسل إليهم، قوله تعالى في هذه السورة الكريمة: * (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الاسواق) * وقوله تعالى: * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) * وقوله تعالى: * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم * من أهل القرى) *، أي ولم نجعلهم ملائكة، لأن كونهم رجالا وكونهم من أهل القرى، صريح في أنهم ليسوا ملائكة، وقوله تعالى: * (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون) *، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار: إنه بشر، وإنه رسول. وذلك لأن البشرية لا تنافي الرسالة في قوله تعالى: * (قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا) *، وقوله تعالى: * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلاهكم إلاه واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) *، وقوله تعالى: * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلاهكم إلاه واحد فاستقيموا إليه واستغفروه) * الآية. وبين جل وعلا أن الرسل قالوا مثل ذلك في قوله: * (قالت رسلهم * إن نحن إلا بشر مثلكم ولاكن الله يمن على من يشاء من عباده) * الآية، وقال تعالى: * (قل لو كان فى الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) *، وقوله تعالى: * (ويمشى فى الاسواق) *
(١٨)