أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٥ - الصفحة ٥٢٠
لينا لعله يتذكر أو يخشى) *، وهو جل وعلا عالم بما سبق في الأزل من أنه لا يتذكر ولا يخشى.
معناه: فقولا له قولا لينا رجاء منكما بحسب عدم علمكما بالغيب أن يتذكر أو يخشى.
والثاني: هو ما قاله بعض أهل العلم بالتفسير من أن كل لعل في القرءان للتعليل، إلا التي في سورة (الشعراء)، وهي في قوله تعالى: * (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) *، قالوا: فهي بمعنى كأنكم، وقد قدمنا أن إطلاق لعل للتعليل معلوم في العربية، ومنه قول الشاعر: والثاني: هو ما قاله بعض أهل العلم بالتفسير من أن كل لعل في القرءان للتعليل، إلا التي في سورة (الشعراء)، وهي في قوله تعالى: * (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) *، قالوا: فهي بمعنى كأنكم، وقد قدمنا أن إطلاق لعل للتعليل معلوم في العربية، ومنه قول الشاعر:
* فقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا * نكف ووثقتم لنا كل موثق * أي: كفوا الحروب، لأجل أن نكف؛ كما تقدم.
وعلى هذا القول، فالمعنى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون، لأجل أن تفلحوا، أي: تنالوا الفلاح، والفلاح في اللغة العربية: يطلق على معنيين:
الأول: الفوز بالمطلوب الأعظم، ومن هذا المعنى قول لبيد: الأول: الفوز بالمطلوب الأعظم، ومن هذا المعنى قول لبيد:
* فاعقلي إن كنت لما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل * أي: فاز بالمطلوب الأعظم من رزقه الله العقل.
المعنى الثاني: هو البقاء الدائم في النعيم والسرور، ومنه قول الأضبط بن قريع، وقيل: كعب بن زهير: المعنى الثاني: هو البقاء الدائم في النعيم والسرور، ومنه قول الأضبط بن قريع، وقيل: كعب بن زهير:
* لكل هم من الهموم سعة * والمسى والصبح لا فلاح معه * يعني: أنه لا بقاء لأحد في الدنيا مع تعاقب المساء والصباح عليه. وقول لبيد بن ربيعة أيضا: يعني: أنه لا بقاء لأحد في الدنيا مع تعاقب المساء والصباح عليه. وقول لبيد بن ربيعة أيضا:
* لو أن حيا مدرك الفلاح * لناله ملاعب الرماح * يعني: لو كان أحد يدرك البقاء، ولا يموت لناله ملاعب الرماح، وهو عمه عامر بن
(٥٢٠)
مفاتيح البحث: سورة الشعراء (2)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»