أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
باقية وهي الألف الباقية، وأن التاء عوض عن ألف الإفعال. قوله تعالى: * (ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه فى رحمتنآ إنه من الصالحين) *. قوله * (ولوطا) * منصوب بفعل مضمر وجوبا يفسر * (ءاتيناه) * كما قال في الخلاصة: وأدخلناه فى رحمتنآ إنه من الصالحين) *. قوله * (ولوطا) * منصوب بفعل مضمر وجوبا يفسر * (ءاتيناه) * كما قال في الخلاصة:
* فالسابق انصبه بفعل أمضرا * حتما موافق لما قد أظهرا * قال القرطبي في تفسير هذه الآية: الحكم: النبوة. والعلم: المعرفة بأمر الدين، وما يقع به الحكم بين الخصوم. وقيل: علما فهما. وقال الزمخشري: حكما: حكمة، وهو ما يجب فعله، أو فصلا بين الخصوم، وقيل: هو النبوة.
قال مقيده عفا الله عنه: أصل الحكم في اللغة: المنع كما هو معروف. فمعنى الآيات: أن الله آتاه من النبوة والعلم ما يمنع أقواله وأفعاله من أن يعتريها الخلل. والقرية التي كانت تعمل الخبائث: هي سدوم وأعمالها، والخبائث التي كانت تعملها جاءت موضحة في آيات من كتاب الله: * (منها) * اللواط، وأنهم هم أول من فعله من الناس، كما قال تعالى * (أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) *، وقال * (أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون) *. ومن الخبائث المذكورة إتيانهم المنكر في ناديهم، وقطعهم الطريق، كما قال تعالى: * (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر) *. ومن أعظم خبائثهم: تكذيب نبي الله لوط وتهديدهم له بالإخراج من الوطن. كما قال تعالى عنهم: * (قالوا لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين) *، وقال تعالى: * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) * إلى غير ذلك من الآيات. وقد بين الله في مواضع متعددة من كتابه: أنه أهلكهم فقلب بهم بلدهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، كما قال تعالى: * (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) * والآيات بنحو ذلك كثيرة. والخبائث: جمع خبيثة، وهي الفعلة السيئة كالكفر واللواط وما جرى مجرى ذلك.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»