في قوله هنا * (وجعلناهم أئمة) *. وطلب إبراهيم هو المذكور في قوله تعالى: * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدي الظالمين) *. فقوله: * (ومن ذريتى) * أي واجعل من ذريتي أئمة يقتدى بهم في الخير. فأجابه الله بقوله * (لا ينال عهدي الظالمين) * أي لا ينال الظالمين عهدي بالإمامة. على الأصوب. ومفهوم قوله * (الظالمين) * أن غيرهم يناله عهده بالإمامة، كما صرح به هنا. وهذا التفصيل المذكور في ذرية إبراهيم أشار له تعالى في (الصافات) بقوله: * (ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) * وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (وأوحينآ إليهم فعل الخيرات) * أي أن يفعلوا الطاعات، ويأمروا الناس بفعلها. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من جملة الخيرات، فهو من عطف الخاص على العام. وقد قدمنا مرارا النكتة البلاغية المسوغة للاطناب في عطف الخاص على العام. وعكسه في القرآن. فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
وقوله: * (وكانوا لنا عابدين) * أي مطيعين باجتناب النواهي وامتثال الأوامر بإخلاص. فهم يفعلون ما يأمرون الناس به، ويجتنبون ما ينهونهم عنه. كما قال نبي الله شعيب: * (ومآ أريد أن أخالفكم إلى مآ أنهاكم عنه) *. وقوله: * (أئمة) * معلوم أنه جمع إمام، والإمام: هو المقتدى به، ويطلق في الخير كما هنا، وفي للشر كما في قوله: * (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) *. وما ظنه الزمخشري من الإشكال في هذه الآية ليس بواقع: كما نبه عليه أبو حيان. والعلم عند الله تعالى.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (وإقام الصلواة) * لم تعوض هنا تاء عن العين الساقطة بالاعتلال على القاعدة التصريفية المشهورة. لأن عدم تعويضها عنه جائز كما هنا، كما أشار إلى ذلك في الخلاصة بقوله: وإقام الصلواة) * لم تعوض هنا تاء عن العين الساقطة بالاعتلال على القاعدة التصريفية المشهورة. لأن عدم تعويضها عنه جائز كما هنا، كما أشار إلى ذلك في الخلاصة بقوله:
*......
* وألف بالإفعال واستفعال * * أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض * وحذفها بالنقل ربما عرض * وقد أشار في أبنية المصادر إلى أن تعويض التاء المذكورة من العين هو الغالب بقوله: وقد أشار في أبنية المصادر إلى أن تعويض التاء المذكورة من العين هو الغالب بقوله:
* واستعذ استعاذة ثم أقم * إقامة وغالبا ذا التا لزم * وما ذكره من أن التاء المذكورة عوض عن العين أجود من قول من قال: إن العين